The Major Issues

Malek Bennabi d. 1393 AH
91

The Major Issues

القضايا الكبرى

خپرندوی

دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق

د ایډیشن شمېره

١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١

د خپرونکي ځای

سورية

ژانرونه

وهذا الحكم المسبَّق يجب أن نجعله قابلًا للإدراك بتطبيق طريقة التقسيم، والتحليل؛ ومن هنا يتعين علينا أن نحلل التاريخ إلى أجزائه الذَّريَّةَ، فالنشاط الفردي يمثل ضمن بعض الشروط المعيّنة: (ذرَّة) من التاريخ. ويمكننا أن نتمثله ضمن أكثر أشكاله بساطة، في صورة نشاط الصانع اليدوي المنْكَبِّ على عمله والمِقَصُّ في يُمْناه؛ أو في صورة نشاط الجندي المسلَّح بِبُنْدُقِيَّتِه في ميدان القتال. فهذان الآدميان يصنعان التاريخ إذا تحقق لهما توفر الشروط العادية. ونحن نلاحظ في كلا الحالتين، أن نشاط العمل اليدوي أو الفلاحي أو الحربي، إنما يتم إنجازه ابتداء من حدّيْن مشاهدين هما: الإنسان وأداته؛ وإن كان الواقع أن هذين الحدَّيْن المشاهدين يُخْفِيان واقعًا أشد تعقيدًا، لأن النشاط لا يتمُّ إنجازه فعليًا إلا ضمن شروط من شأنها أن تقدّم بالضرورة جوابًا عن سؤالين هما: «كيف» يكون ذلك؟ ..، و«لماذا» يكون؟ فالإنسان لا يتصرف كيفما اتَّفق، ولا دونما أسباب، وإلا جازف بالاضطلاع بمهمة مستحيلة أو لا معقولة. والنشاط البشري لا يمكنه أن يُحدَّد بمعزل عن الطرائق التي تشرط إنجازه العملي، ولا بمعزل عن بواعثه الْمُعَلِّلَة (أ) (Ses motivations) . ولذا فهو يتضن

(أ) (motivation): يمكن ترجمتُها في حالة الإفراد (بالباعِثِيَّة)، وفي حالة الجمع (بالباعِثِيَّات)؛ ولكنني فضّلتُ ترجمتها باتفاق مع المؤلف: (بالباعِثِ الْمُعَلِّل)، تيسرًا لفهمها على القارئ، على أن يُفهَم من هذا الاصطلاح هنا نفس التعريف رقم (أ) الذي وضعه له (لالانْدْ)، أي: «علاقةُ الفِعْل بالبواعث التي تُفَسِّرُهُ أو تُبَرِّرُه». A. «Relation d'un acte aux motifs qui L'expliquent ou le Justifient» . ولا مانع من أن تأخذ نفسُ عبارة المصطلح العربي- ولكن في مجال آخر- معنى التعريف رقم (ب) الذي وضعه (لالاند) لنفس المصطلح، أي: «بيانُ البواعث التي يقوم عليها قرارٌ ما». B. «Exposé des motifs sur lesquels repose une décision» . راجع: Vocabulaire technique et critique de: la philosophie par. André Lalande. (١٩٦٢) . P. ٦٥٨

1 / 99