The Linguistic Miracles in the Quran - Madinah University
الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - جامعة المدينة
خپرندوی
جامعة المدينة العالمية
ژانرونه
جار ومجرور و"عليٌّ" صيغة من صيغ المبالغة على وزن "فعيل" فتنوع القراءتين هنا أوضح أمرًا ظاهرًا، وهو أن اللفظ الواحد أدى إلى معنيين مختلفين، لكنهما يتعاونان في إبراز علاقة متداخلة بين القراءتين، على معنى أن قراءة الجمهور استفيد منها وعد الله ﷾ بضمان استقامة المخلصين؛ لأنهم على صراطه، وهذه ومَن كان على صراط الله فلا يضل ولا يشقى، وأما قراءة يعقوب فتفيد بأن هذا الصراط رفيع الشأن، عال القدر، وكيف لا يكون كذلك وهو طريق الله ضمن لأهله الاستقامة، ووعدهم بالسلامة، وأحلهم ﷾ دار المقامة من فضله لا يسمهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب؟
ذلك واضح من تنوع القراءتين بين صيغتين؛ صيغة المبالغة وصيغة الجار والمجرور.
وهناك ظاهرة صرفية أيضًا في تنوع القراءات: أن يأتي اللفظ بالإفراد وبالجمع، وكان من نماذج ذلك ما جاء في سورة يوسف ﵇: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ﴾ (يوسف: ٧) فقرئت: ﴿آيَاتٌ﴾ بالجمع، وقرئت: "آية" بالإفراد. فبالنظر إلى معنى القراءتين يتضح وجه من وجوه الإعجاز، وهو أن قراءة الجمع ﴿آيَاتٌ﴾ تبين مدى العبرَ العظيمةَ التي وُجِدت في قصة يوسف ﵇ أما قراءة الإفراد فتبين أن قصة يوسف ﵇ قصة عظيمة الشأن بها عبرة، وبها آية عظيمة من آيات الله ﷾. فالتقت القراءتان على معنًى يبين عظمَ شأن قصة يوسف ﵇ في ذاتها، أو بما فيها من عبر متنوعة، ودل على ذلك تنوع صيغتي الجمع والإفراد: ﴿آيَاتٌ﴾ و"آية".
من النوادب أيضًا التي تأتي في مجال الصرف هذا النموذج في قوله تعالى حكايةً عن فرعون: ﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ (الأعراف: ١٢٧) ﴿سَنُقَتِّلُ﴾ بالتشديد، و"سنقتل" فالقراءتان متواترتان، وهذا
1 / 227