94

The Life of the Prophet by Abul Hasan Ali Hasani Nadwi

السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الثانية عشرة

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة: ١٢٩] .
وقد جرت سنّة الله باستجابة أدعية المخلصين المبتهلين- فضلا عن الأنبياء والمرسلين- والصحف السماوية والأخبار الصادقة مشحونة بأمثلتها، وقد جاء في التوراة نصّ يدل على استجابة هذا الدعاء الذي دعا به إبراهيم، فقد جاء في سفر التكوين ما لفظه:
«وعلى إسماعيل استجبت لك هو ذا أباركه وأكبّره وأكثّره جدا، فسيلد اثني عشر رئيسا وأجعله لشعب كبير» .
ولذك صحّ عن رسول الله ﷺ أنّه كان يقول عن نفسه: «أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى» «١» .
وفي التوراة- على ما أصابها من التحريف- شواهد على أنّ هذا الدعاء قد استجيب، فقد جاء في كتاب التثنية (١٨- ١٥) على لسان نبيّ الله موسى، ما نصه:
«يقيم لك الربّ إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي، له تسمعون» .
وقد دلّت كلمة «إخوتك» على أنّ المراد بها هم بنو إسماعيل، الذين هم أبناء عمومة بني إسرائيل، وقد جاء ما يؤيّد هذا بعد آيتين (١٨- ١٧) من نفس الصحيفة، وهو كما يلي:
«قال لي الربّ: قد أحسنوا فيما تكلّموا، أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلّمهم بكلّ ما أوصيه به»، (سفر التثنية ١٧- ١٨) .

(١) [أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٢)، والطبراني في الكبير برقم (٧٧٢٩)، والبيهقي في «الدلائل» (١/ ٨٤)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٢٢): وإسناد أحمد حسن] .

1 / 98