189

The Jurisprudential Selections of Shaykh Ubaid Allah Al-Mubarakpuri on Fasting and I'tikaf

الاختيارات الفقهية للشيخ عبيد الله المباركفوري كتاب الصيام والاعتكاف

ژانرونه

وجه الاستدلال: أن من أراد صيام النفل فآخر وقت لعقد نيته ما لم تزل الشمس (١).
الدليل الثاني: عن عائشة ﵂ قالت: كان النبي ﷺ يأتيني فيقول: «أعندك غداء؟»، فأقول: لا، فيقول: «إني صائم». قالت: فأتاني يوما فقلت: يا رسول الله، إنه قد أهديت لنا هدية، قال: «وما هي؟». قالت: قلت: حيس، قال: «أما إني قد أصبحت صائما». قالت: ثم أكل (٢).
وجه الاستدلال: أن الحديث إنما جاء في صدر النهار (٣).
لأن فعله ﷺ إنما هو في الغداء، والغداء هو اسم لما يؤكل قبل الزوال (٤).
الدليل الثالث: لأن الأصل في نية الصيام أن محلها الليل؛ لحديث حفصة ﵂ (٥)، ثم قام الدليل على جوازها قبل الزوال، لحديث عائشة ﵂ (٦)، ويبقى ما بعده على حكم الأصل (٧).
الدليل الرابع: "ولأن معظم النهار مضى من غير نية، بخلاف الناوي قبل الزوال، فإنه قد أدرك معظم العبادة" (٨).
الدليل الخامس: وقياسا على المسبوق في الصلاة: لأن من أدرك الإمام قبل الرفع من الركوع أدرك الركعة؛ لإدراكه معظمها، ولو أدركه بعد الرفع لم يكن مدركا لها. ولو أدرك

(١) ينظر: المبسوط للسرخسي ٣/ ٨٥.
(٢) سبق تخريجه صفحة (١٦٦).
(٣) ينظر: شرح العمدة كتاب الصيام ١/ ٩١.
(٤) ينظر: الفروع مع تصحيح الفروع ٤/ ٤٥٧، والمبدع ٣/ ٢٠، ومرعاة المفاتيح ٦/ ٤٦٢.
(٥) سبق تخريجه صفحة (١٦١).
(٦) سبق تخريجه صفحة (١٦٦).
(٧) ينظر: الحاوي الكبير ٣/ ٤٠٦.
(٨) المغني ٣/ ١١٤، وينظر: شرح العمدة كتاب الصيام ١/ ١٩١.

1 / 189