226

The Illuminating Interpretation - Al-Zuhaili

التفسير المنير - الزحيلي

خپرندوی

دار الفكر (دمشق - سورية)

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)

ژانرونه

[الرحمن ٢٦/ ٥٥] أي الأرض، ومثل ﴿حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ﴾ [ص ٣٢/ ٣٨] أي الشمس وإن لم يسبق له ذكر. ﴿مُصَدِّقًا﴾ حال منصوب من هاء ﴿نَزَّلَهُ﴾ وكذلك ﴿هُدىً﴾ و﴿بُشْرى﴾ حال من هاء ﴿نَزَّلَهُ﴾. ﴿فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ﴾» أقام المظهر مقام المضمر، كقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف ٩٠/ ١٢] أي أجرهم. وجملة ﴿فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ.﴾. جواب الشرط.
البلاغة:
﴿نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ﴾ خص القلب بالذكر، لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف.
﴿وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ﴾ ذكرا بعد الملائكة من باب ذكر الخاص بعد العام للتشريف والتنويه.
﴿فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ﴾ الجملة اسمية لزيادة التقبيح، لأنها تفيد الثبات. وأقام الظاهر مقام المضمر لبيان صفة الكفر وهو عداوتهم للملائكة.
المفردات اللغوية:
﴿الْعَدُوُّ﴾: ضد الصديق، يستوي فيه المذكر والمؤنث، والواحد والمثنى والجمع.
﴿وَهُدىً﴾ من الضلالة ﴿وَبُشْرى﴾ بالجنة.
﴿وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ﴾ عطف على الملائكة من عطف الخاص على العام ﴿فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ﴾ ولم يقل: لهم، بيانا لحالهم.
سبب نزول الآية (٩٧):
أخرج الترمذي أن اليهود قالوا للنبي ﷺ: إنه ليس نبي من الأنبياء إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي، فمن صاحبك حتى نتابعك؟ قال جبريل، قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال، ذاك عدونا! لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر وبالرحمة تابعناك، فأنزل الله الآية إلى قوله: للكافرين (^١).
قال الإمام أبو جعفر الطبري ﵀: أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا أن

(^١) تفسير القرطبي: ٣٦/ ٢، وأخرجه أيضا أحمد والنسائي، انظر أسباب النزول للسيوطي: ص ٢٣، والواحدي: ص ١٥

1 / 233