سورة الفلق والناس:
قال: أقول: هاتان السورتان نزلتا١ معًا -كما في الدلائل للبيهقي- فلذلك قُرنتا، مع ما اشتركتا فيه من التسمية بالمعوذتين، ومن الافتتاح بـ ﴿قُلْ أَعُوذُ﴾، وعقب بهما سورة الإخلاص؛ لأن الثلاثة سميت في الحديث بالمعوذات وبالقواقل٢.
وقدمت الفلق على الناس -وإن كانت أقصر منها- لمناسبة مقطعها في الوزان لفواصل الإخلاص مع مقطع تبت٣.
وهذا آخر ما مَنَّ الله به عليَّ من استخراج مناسبات ترتيب السور، وكله من مستنبطاتي، ولم أعثر فيه على شيء لغيري إلا النزر اليسير الذي صرحت بعزوي له، فلله الحمد على ما ألهم، والشكر على ما مَنَّ به وأنعم، سبحانك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
ثم رأيت الإمام فخر الدين ذكر في تفسيره٤ كلامًا لطيفًا في