136

The Harmony of the Pearls in the Symmetry of the Surahs = Secrets of the Arrangement of the Quran

تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

پوهندوی

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- مرزوق علي إبراهيم

خپرندوی

دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة

د خپرونکي ځای

[٢٠٠٢ م - ١٤٢٢ هـ]

ژانرونه

سورة الحديد: قال بعضهم: وجه اتصالها بالواقعة: أنها بدأت١ بذكر التسبيح، وتلك خُتمت بالأمر به٢. قلت: وتمامه: أن أول الحديد واقع موقع العلة للأمر به، وكأنه قيل: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم﴾ "الواقعة: ٩٦"؛ لأنه ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ "١".

١ في المطبوعة: "قدمت"، والمثبت من "ظ". ٢ نظم الدرر "٧/ ٤٣٣"، وفيه تلك العبارة.

سورة المجادَلة: أقول: لما كان في مطلع الحديد ذكر صفاته الجليلة؛ ومنها: الظاهر والباطن، وقال: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ "الحديد: "٤" افتتح هذه بذكر أنه سمع قول المجادِلة التي شكت إليه ﷺ؛ ولهذا قالت عائشة ﵂ حين نزلت: "سبحان الذي وسع سمعه الأصوات، إني لفي ناحية البيت لا أعرف ما تقول"١. وذكر بعد ذلك قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ "٧"، وهو تفصيل لإجمال قوله٢: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] ٣﴾ "الحديد: ٤". وبذلك تعرف الحكمة في الفصل بها بين الحديد والحشر، مع تآخيهما في الافتتاح بـ ﴿سَبَّحَ﴾ ٤.

١ أخرجه ابن ماجه في المقدمة "١/ ٦٧"، والإمام أحمد في المسند "٦/ ٤٦"، وأخرجه البخاري بنحوه معلقًا "٩/ ١٤٤"، وانظر: التفسير الصحيح "٤/ ٤٥٣"، وابن جرير في التفسير "٢٨/ ٥، ٦". ٢ في المطبوعة: "لقوله"، والمثبت من "ظ". ٣ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ". ٤ نظم الدرر "٧/ ٤٧٤، ٤٧٥".

1 / 138