﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [النحل: ٤٠] ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا﴾ [الأنعام: ١٢٥] وغير ذلك من الآيات ما لا يحصى. وقال ﷺ: «قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء» (١) وقال ﷺ في نومهم في الوادي: «إن الله تعالى قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء» (٢) وقال: «اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء» (٣) «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله وحده»، وقال ﷺ: «من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين» (٤) «وإذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها، وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي» (٥) . وغير ذلك من الأحاديث في ذكر المشيئة والإرادة ما لا يحصى.
[الإرادة في النصوص جاءت على معنيين]
س: قد أخبرنا الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفات أنه يحب المحسنين والمتقين والصابرين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا الظالمين ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد، مع كون كل ذلك بمشيئة الله وإرادته وأنه لو شاء لم يكن ذلك فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد، فما الجواب لمن قال: كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه؟
(١) رواه مسلم (القدر / ١٧) .
(٢) رواه البخاري (٥٩٥، ١٤٧١) .
(٣) رواه البخاري (١٤٣٢)، ومسلم (البر والصلة / ١٤٥) .
(٤) رواه البخاري (٧١، ٣١١٦، ٧٣٢١)، ومسلم (الأمارة / ١٧٥) .
(٥) رواه مسلم (الفضائل / ٢٤) .