87

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

خپرندوی

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

أعز الله به الإسلام، وقد كان قويا أمينا، لا تأخذه في الحق لومة لائم، كما قال عثمان وعلي ﵄ (١). فكان من فضل الله على هذه الأمة أن استُخلف عليها بعد نبيها ﷺ أفضل الأمة أبو بكر ﵁، وكان من أبرز أعماله ﵁ أربع ركائز قام عليها الإسلام بعد وفاة رسول الله ﷺ. الركيزة الأولى: قمعُ المرتدين من العرب، وإعادتهم إلى حضيرة الإسلام، وكانت للردة أسباب من أبرزها منع الزكاة الركن الرابع من أركان الإسلام، فالأركان الخمسة عند أبي بكر ﵁ كل لا يتجزأ وهي كذلك عند المسلمين كافة، ولذلك قال أبوبكر ﵁: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فكان القضاء على المرتدين نصرا مؤزرا للإسلام والمسلمين. الركيزة الثانية: جمع القرآن فقد كان لحروب الردة أثر كبير على القراء من الصحابة، فقد استشهد في وقعة اليمامة عدد كبير منهم، وبذلك تنبه أبو بكر ﵁ إلى خطورة ذهاب القرآن الذي لم يدون، وإنما كان محفوظا في صدور القراء، إلا ما كان في بعض اللِّخاف والعُسُب، فأمر ﵁ بكتابة القرآن، وبدأ بعد معركة اليمامة التي وقعت في أواخر السنة الحادية عشرة، أو أوائل الثانية عشرة، وانتهى قبل وفاته ﵁، مستغرقا خمسة عشر شهرا، وتم ذلك جمعًا وكتابة قبل وفاته ﵁ (٢). الركيزة الثالثة: تسيير جيش أسامة، وعدم حل لواء عقده رسول الله ﷺ، فكانت خطوة مباركة في بدء الفتح الإسلامي. الركيزة الرابعة: عهدُ أبي بكر ﵁ بالخلافة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁، ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقّب بأمير المؤمنين، صحابي جليل، وشجاع حازم، صاحب

(١) تاريخ الطبري وصلته ٤/ ١٩٥، ٢٠٠، ٢٠١. (٢) انظر: جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة ١/ ٣٩.

1 / 91