83

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

خپرندوی

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

لأنه لم يرق له ﵁ أن يجد الأنصار في أنفسهم، ولاسيما أن لهم عند رسول الله من الفضل والمكانة ما ليس لغيرهم ﵃، وقد أخذ بعضهم موقفا من بيعته، فتمنى مقولة من رسول الله ﷺ يستند إليها في هذا الأمر، وذلك من تقواه وورعه ﵁. وفاة أبي بكر ﵁ -: لم يرض رب العزة والجلال لعبده وخليفة رسوله إلا أن تختم حياته بسبب يجعله عند الله من الشهداء الأبرار، وإن كان قد شهد له رسول الله ﷺ بالجنة فقد سمّته اليهود في شيء من الطعام، وأكل معه الحارث بن كَلدَة فعمي، وكان السم لسنة، ومرض أبو بكر ﵁ قبل وفاته بخمسة عشر يومًا، فقيل له: لو أرسلت إلى الطبيب، فقال: قد رآني، قالوا: فماذا قال لك؟ قال: قال: إني أفعل ما أشاء، قالت عائشة ﵂: كان أول ما بدأ أبو بكر ﵁ أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة، وكان يومًا باردًا فحُم خمسة عشر يومًا لا يخرج إلى الصلاة، وكان يأمر عمر بن الخطاب ﵁ يصلي بالناس (١)، فتكون وفاته في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، من سنة ثلاث عشرة من الهجرة، على رأس ثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما من مهاجر رسول الله ﷺ، وسقط القمر الثاني في حجرة عائشة كما رأت وهو أبوبكر (٢)، ولما توفي ﵁ ارتجت المدينة بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض النبي ﷺ، فجاء علي بن أبي طالب ﵁ باكيا مسرعا، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر ﵁، فقال: "رحمك الله أبا بكر، كنت إلف رسول الله، وأنسه ومستراحه، وموضعا لسره ومشاورته، وأول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غنى في دين الله، وأحوطهم على رسول الله ﷺ، وأحدبهم على الإسلام، وأيمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقبا، وأكثرهم سوابقا، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأقربهم من رسول الله ﵁ مجلسا، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده، فجزاك الله عن الإسلام خيرا، وعن رسول الله ﷺ

(١) مروج الذهب ١/ ٢٩٠ والدرة الثمينة في أخبار المدينة ١/ ١٤٠. (٢) موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري حديث (٩٧٤) ..

1 / 87