59

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

خپرندوی

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم فما أسمعُ بشرا من الناس إلا يتلوها، فأخبر سعيد بن المسيب أن عمر قال: "والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعَقِرت حتى ما تُقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها أن النبي ﷺ قد مات" (١)، حصل للناس إفاقة من هول ما سمعوا من موت رسول الله ﵁ كان قول أبي بكر ﵁ بلسما شافيا لتلك الصدمة، بعد هذا انصرف الصحابة إلى التفكير في مصير الأمة المحمدية بعد نبيها، ولا يلزم أن يحضر جميع الصحابة سقيفة بني ساعدة، بل يكفي منهم النخبة ولم يكن ذلك إلا برعاية ربانية، فقد وعد بحفظ الذكر؛ والشريعة الإسلامية برمتها من الذكر، فكان اجتماع الأعيان في سقيفة بني ساعدة أمرا اجتهاديا ليس في أمر الأمة المحمدية بعد وفاة رسول الله ﷺ نص صريح لشخص معين لا من الكتاب العزيز، ولا من السنة النبوية، سوى بعض الإضاءات، السالف ذكرها، ومن ذلك قوله ﷺ: «يأبا الله والمؤمنون إلا أبا بكر» (٢)، وكذلك قوله ﷺ: «لا ينبغي لقوم يكون فيهم أبو بكر يؤمهم غيره» (٣)، وكذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁، وهو الخليفة الرابع ذكر أبا بكر وشرفه وفضله وقال: "قدم رسول الله ﷺ أبا بكر فصلى بالناس، وقد رأى مكاني، وما كنت غائبا ولا مريضا، ولو أراد أن يقدمني لقدمني، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله ﷺ لديننا" (٤)، قال عمر بن الخطاب ﵁: "إنه كان من شأن الناس أن رسول الله ﷺ توفي فأتينا فقيل لنا: إن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة مع سعد بن عبادة يبايعونه، فقمت وقام أبو بكر، وأبو عبيدة بن الجراح، نحوهم فزعين أن يحدثوا في الإسلام فتقا، فلقيَنا رجلان من الأنصار، رجل صدق: عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، فقالا: أين تريدون؟ فقلنا: قومَكم، لِما بلغنا من أمرهم، فقالا: ارجعوا فإنكم لن تُخالَفوا، ولن يؤت شيء تكرهونه، فأبينا إلا أن نمضي، وأنا أزوي كلاما أريد أن أتكلم به، حتى انتهينا إلى القوم،

(١) البخاري حديث (٤٤٥٤) .. (٢) فضائل الصحابة لأحمد حديث (٥٨٩). (٣) الشريعة للآجري حديث (١٣٠٠). (٤) الشريعة للآجري حديث (١٣٠٠) ..

1 / 63