The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
خپرندوی
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
ژانرونه
قال ذلك، فأقبل رسول الله ﷺ على الرابع وقد تغير وجهه فقال: «دعوا عليا، دعوا عليا، إن عليا مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي» (١).
كان ذلك لما عاد من اليمن وكان بعثه رسول الله ﷺ أميرا على سرية نقم بعض الجيش أشياء تعاطاها هناك من أخذه جارية من الخمس، ومن نزعه الحلل من اللباس، فتكلموا فيه وهم قادمون إلى حجة الوداع، فلم يفرغ رسول الله ﷺ أيام الحج لإزاحة ذلك من أذهانهم، فلما قفل راجعًا إلى المدينة ومر بهذا الموضع في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ورآه مناسبًا لذلك خطب الناس هنالك، وبرأ ساحة علي مما نسبوه إليه، ونحن نبرؤه من ذلك ﵁، فلو وافقنا الرافضة على أن المراد الولاية العامة نكون خالفنا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ﵁، لأنه لم يفهم ما فهمه الرافضة زورا وبهتانا، فهم منه الخليفة الراشد علي ﵁ المعنى اللغوي الصحيح وهو: النصرة والمحبة وهذا حاصل له عند أهل السنة قاطبة، فلو لم يكن الخلاف بين علي والصحابة الذين ذكروا ذلك لرسول الله ﷺ شكوا عليا إلى رسول الله ﷺ ما تغير وجه رسول الله لذلك، ولا قام خطيبا ينبه على فضل علي ﵁، وكان تغير وجهه ﷺ كرها أن يذكر علي ﵁ بسوء، ومحبة لعلي ﵁ ونصرة، فأراد أن يؤكد تلك المحبة وذلك الولاء على ملأ من الناس ليحفظوا رسول الله في قرابته، وهذا القول في علي ﵁، كقوله ﷺ في شأن أبي بكر ﵁ لما شكا إليه عمر ﵁ قال أبو بكر لرسول الله ﷺ: "إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه، ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك" فقال ﷺ: «يغفر الله لك يا أبا بكر، ثلاثا» ثم إن عمر ندم، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي ﷺ فسلم عليه، فجعل وجه النبي ﷺ يتمعر، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، فقال: "يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين"، فقال النبي ﷺ: «إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ مرتين، فما أوذي بعدها» (٢)، فهل يترك الرافضة لرسول الله ﷺ صاحبه؟ هذا ما لن يحدث.
(١) فضائل الصحابة لأحمد حديث (١٠٣٥). (٢) البخاري حديث (٣٦٦١).
1 / 197