123

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

خپرندوی

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

حتى تطعم وترجع بحاجتك، ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئتنا له، فجلس رسول الله ﷺ ومن تبعه من أصحابه في ظل جدار، ينتظر أن يصلحوا أمرهم فلما جلسوا والشيطان معهم لا يفارقهم ائتمروا بقتل رسول الله ﷺ فقالوا: لن تجدوه أقرب منه الآن، فاستريحوا منه تأمنوا في دياركم، ويرفع عنكم البلاء فقال: رجل إن شئتم ظهرت فوق البيت ودليت عليه حجرا فقتلته، فأوحى الله إليه ﷺ فأخبره بما ائتمروا من شأنه، فعصمه الله ﷿، فقام رسول الله ﷺ كأنه يريد يقضي حاجة، وترك أصحابه في مجلسهم، وانتظر أعداء الله فراث عليهم، وأقبل رجل من أهل المدينة فسألوه عنه فقال: لقيته قد دخل أزقة المدينة، فقالوا لأصحابه: عجل أبو القاسم أن يقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها، ثم قام أصحاب رسول الله ﷺ فرجعوا، ونزل القرآن قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (١)، فلما أظهر الله رسوله على ما أرادوا به، وعلى خيانتهم لله ولرسوله، أمر بإجلائهم وإخراجهم من ديارهم، وأمرهم أن يسيروا حيث شاؤوا (٢)، ولم تكن محاولة اغتيال رسول الله نبينا محمد ﷺ الأخيرة فقد دُس له السم في الطعام، أهدت له يهودية بخيبر شاةً مصلية سمتها فأكل رسول الله ﷺ منها، وأكل القوم فقال: «ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة» فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية فقال: «ما حملك على الذي صنعت؟» قالت: "إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكا أرحت الناس منك"، فأمر بها رسول الله ﷺ فقتلت، ثم قال في وجعه الذي مات فيه: «ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان قطعت أبهري» (٣)، وهذه مكرمة لرسول الله ﷺ لينال أجر الشهيد، ولم تكن المواجهة في غزواته ﷺ إلا مع الأعداء، وأطلعه الله على من أظهر له الإيمان وأبطن الكفر، ونهاه أن يصلي على أحد مات

(١) الآية (١١) من سورة المائدة .. (٢) السنن الكبير للبيهقي حديث (١٨٤٩١). (٣) أبو داود حديث (٤٥١٢).

1 / 127