115

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

خپرندوی

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

قال: ثم قال علي ﵁: "يهلك فيَّ رجلان: محب مطْرٍ يفرط لي بما ليس فيَّ، ومبغض مفترٍ يحمله شنآني على أن يبهتني" (١). هذا النص طابق الواقع فاليهود أبغضوا عيسى ﵇، ورموا أمه ﵍ بالزنا، والخوارج أبغضوا عليا ﵁ حتى بهتوه، والنصارى أحبو عيسى ﵇ حتى جعلوه ابن الله، والرافضة زعموا حب علي ﵁ حتى مدحوه بما ليس فيه، وألقوا عليه من صفات الإله ما شاؤوا، بل جعله النصيرية - وهم من الرافضة - إلها وعبدوه، ولذلك قال ﵁: يهلك فيَّ رجلان: محب مطْرٍ يفرط لي بما ليس فيَّ، ومبغض مفترٍ يحمله شنآني على أن يبهتني. ومراده هاتان الفرقتان الضالتان، وهما من أهل النار، قال علي ﵁: «لَيَحبني قوم حتى يدخلوا النار في حبي، ولَيَبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي» (٢)، وقال ﵁: «اللهم العن كل مبغضٍ لنا، وكل محبٍ لنا غال» (٣). موقف علي من عمر ﵄: دخل علي ﵁ في بيعة عمر ﵁، وكان من أعظم أعوانه على الحق، وكان يذكره بالخير ويثني عليه في كل مناسبة، قال ﵁: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، ما كنا نعدُّ أن السكينة لا تنزل إلا على لسان عمر (٤)، ورفض علي ﵁ ذهاب الخليفة عمر ﵁ للاشتراك في فتح فارس خوفا على حياته، وقال له: إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله تعالى الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده حتى بلغ ما بلغ وطلع حيثما طلع، ونحن على وعد من الله تعالى حيث قال عز اسمه ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا

(١) المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي حديث (١٣١٩). (٢) فضائل الصحابة لأحمد حديث (٩٥٢). (٣) فضائل الصحابة لأحمد حديث (١١٣٦). (٤) الطبراني في الكبير حديث (٨٨٠٧).

1 / 119