The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
خپرندوی
المكتبة التوفيقية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
ومع هذه الدواعى كلها فقد آثر مرضاة الله وخوفه، وحمله حبه لله على أن يختار السجن على الزنا، فقال:
" رب السجن أحب إلىّ مما يدعوننى إليه " (يوسف: ٣٣)، وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه، وأن ربه - تعالى - إن لم يعصمه ويصرف عنه كيدهن صبا إليهن بطبعه، وكان من الجاهلين، وهذا من كمال معرفته بربه وبنفسه.
ثم إن الاعتصام لن يكون إلا إذا كان هناك عمل ودعاء .. فمثلا: الاخ الذى أقول له تب، فيقول: ادع لى يا " عم الشيخ "، أقول له: يا بنى، " تب " هذه تحتاج إلى عمل وشغل، وأن تدعو أنت لنفسك أولا، ثم ادعو أنا لك بعد ذلك .. يوسف ﵇ كان محسنا .. محسنا فى الاعتقاد ومحسنا فى السلوك، وفوق ذلك دعا بالعصمة، فكانت النجاة .. نجا لأنه فى الاصل أحسن العمل.
نعم: كان يوسف محسنا مع ربه وأيضا مع الناس، وقد سمى الله قصته " أحسن القصص " (يوسف: ٣)
ووصفه السجناء بالاحسان فقالوا: " نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين " (يوسف: ٣٦) ..
وبالاحسان مكنه الله - تعالى - فى الارض، " وكذلك مكنا ليوسف فى الارض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين " (يوسف: ٥٦) .. وقال له إخوته وهم لا يعرفونه: " فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين " (يوسف: ٧٨) .. ثم أثنى على ربه بإحسانه إليه: " وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن " (يوسف: ١٠٠).
1 / 164