144

The Forty Creedal Principles

الأربعون العقدية

خپرندوی

دار الآثار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

٢٠٢١ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

*تنبيه مهم: ما يُروى عن الإمام مالك ﵀ من كراهته التحديثَ بأحاديث الصورة، فالجواب عليه مِن وُجوهٍ: ١ - أن الإسناد إليه في ذلك فيه مَقالٌ، فهو مرويّ عن مِقدامِ بنِ داودَ، وقد تكلم بعض الأئمة في هذا الراوي. ٢ - أن الإمام مالكًا لم يَبْلُغْه حديثُ الصورة. قال الذهبيّ: "أنكر الإمام ذلك؛ لأنه لم يثبُت عندَه ولا اتّصلَ به، فهو معذورٌ". (^١) ٣ - أنّ الإمام مالك -على تقدير أنه ثَبَتَ عنه النهي عن التحديث بحديث الصورة- لعلَّه كان يخشى أن يكون في التحديث بذلك فتنةٌ لبعض الناس، فيشبّهوا اللهَ بخلقه، أو يتأولوا الحديثَ بما يوافق أقوال الجهمية. وهذا الذي رجحه ابن عبد البَرّ، حيث قال: "وإنما كَرِهَ ذلك مالكٌ خشيةَ الخوض في التشبيه بكيفٍ هاهُنا". (^٢) وقد قال ابن مسعود ﵁ أنه قال: "ما أنتَ بمُحَدِّثٍ قومًا حديثًا لا تَبْلُغُه عقولُهم إلا كان لبعضهم فتنةً". (^٣) قال ابن قُدامةَ: "ومِن أجْل ذلك فقد صحَّ عن عمرَ بن الخطاب ﵁ أنْ عاقَبَ صبيغ العراقيّ لأجْل سؤاله عن المتشابه". وقد قيل لعمر بن الخطاب ﵁: يا أمير المؤمنين، إنّا لَقِينا رجلًا يسأل عن تأويل القرآن، فقال: اللهُمَّ أَمْكِنِّي منه. قال: فبَيْنَما عُمَرُ ﵁ ذاتَ يوم يغدي الناس إذْ جاءه عليه ثياب وعِمامة، فتغدى حتى إذا فَرَغَ قال: يا أمير المؤمنين، ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا *

(^١) وانظر [سِيَر أعلام النبلاء] (٨/ ١٠٤)، و[دفع إيهام التشبيه] (ص/١٧٨). (^٢) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (٧/ ١٥٠) (^٣) مقدمة صحيح مسلم (١/ ١١).

1 / 158