The Fifth Pillar
الركن الخامس
خپرندوی
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
د خپرونکي ځای
دمشق- سوريا
ژانرونه
١٣] فيفعِّلوا انتماءهم الإسلامي من خلال التقاء وفودهم من شتات، وتبادل ما بينهم من ثقافات، مما يوثق معرفة أبناء المسلمين بعضهم مع بعض في أنحاء الأرض، وفي ذلك ترويضٌ لنا لنحيا وحدة الأمة في أرضِ الله الواسعة، بعد أن دفنَّا في مكة ما ورثناه عن عهود المعصية من خلافات.
هذه الغاية الجليلة هي ما يجب على المسلمين جميعًا من حجاج ومنظمي أفواج، وهيآت ومنظمات عاملة في حقل الحج أن تتشرَّف في العمل لتحقيقه، أما الدوافع الأُخرى وفي مقدمتها الاقتصادية فهي معتبرة شرعًا كما أسلفنا لكنها تتضاءل صغارًا وانكسارًا أمام هذا الهدف السامي.
المشكلة أن الهدف من وراء رحلة الحج تنظيمًا وأداءً لم يعد يقصد به وجه الله تعالى، وغدا في جانب الكثير منا عملًا له دوافع شتى، بينما ما ذكرناه من معانٍ سامية لا يطرقُ سمع هؤلاء إلى درجة أنّ بعض القائمين على هذا الركن العظيم يؤدون عملهم دون أن يقفوا بين يدي الله ركعة واحدة افترضها الله عليهم، والبعضُ منهم إذا وصل إلى حرم مكة الشريف انشغل بجمع المال وترتيب أسباب الرفاهية للحجاج، دون أن يهتم بمعاني العبودية التي من أجلها شرع ربنا الحج إلى بيته الحرام، فلا الوحدة التي ترمز إلى انتماء المسلم إلى أُمة الإسلام، ولا الحرية والمساواة التي وضع ربنا من خلالها مقاييس أخرى للتفاضل بين العباد محلّ انتباه واهتمام! لا بل إنَّ بعضهم لا يخطر في باله أن يدخل المسجد الآمن، ليغترف من ينابيع الرحمة ويجدد العهد مع ربه في جوٍّ تسكب فيه العبرات، وتقال العثرات، وتستجاب الدعوات! فأيُّ انحدارٍ هذا الذي وصل إليه حجُّ المسلمين في هذا الزمان، حتى بلغ الأمر بآخرين إلى تسميته سياحة دينية إشارةً منهم إلى العمل السياحي المجرَّد من حجز لطائرة، أو إسكانٍ في فندق، أو إطعام لحاج،
1 / 45