126

The Festivals and Their Impact on Muslims

الأعياد وأثرها على المسلمين

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

شمېره چاپونه

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وبذلك تضررت الأم والأمومة بهذه النتيجة أكثر مما استفادت، وصارت ضحية آثار التكريم النادر.
وما أكثر ما يسمع في الغرب أن أما عجوز أو شيخًا هرمًا ماتا في منزلهما ومضت مدة من الزمن لم يدر بها أحد سوى الجيران فيما بعد على أثر الرائحة، أو ما شابه ذلك. وهكذا صار يوم الأم للتكفير عن عقوقها، وضياع حقوقها طوال العام١.
ولا يستبعد أن يكون عيد الأم امتدادًا لعيد النساء الذي خصصه لهن المجوس فقصره أولئك على الأم لامتيازها على سائر النساء، فهذا هو الأصل في عيد الأم والنتيجة الحتمية؛ لذلك الاحتفال، وقد أبى من جهل حقيقة الدين الإسلامي من المسلمين مَنْ سيطرت عليه عقيدة التبعية والانبهار بالغرب، فقلدهم واقتفى أثرهم في هذا الاحتفال وزعم أن في ذلك حفاوة واحترامًا فضلًا عن كونه رقيًا وتقدمًا.
فإلى الذين يحتفلون بهذا العيد ويدعون إليه ويتبعون كل ناعق فيه إن في الدين الإسلامي الحنيف الغنية عن ذلك العيد، فلقد أكرم المرأة وصان آدميتها في كل الأيام، وليس بتخصيص يوم واحد من العام، وإنما أوصى بها خيرًا على الدوام، فقد جاء عنه ﷺ أنه قال: "استوصوا بالنساء خيرًا" ٢ وصية خالدة لها ولصالحها، كل ذلك لتعيش المرأة في ظل الإسلام معززة مكرمة.

١ انظر: العقلية الإسلامية وفكرة المولد لعلي بن محمد العيسى (١٢٥ـ١٢٦) .
٢ صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب النكاح، باب الوصايا بالنساء (٩/٢٥٣)، حديث (٥١٨٦)، وصحيح مسلم، كتاب الرضاع. باب الوصية بالنساء، (٢/١٠٩٠)، حديث (١٤٦٨) .

1 / 151