٣٨ - نا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، نا عَفَّانُ، قَالَ: نا وُهَيْبٌ، قَالَ: نا مَعْمَرٌ، وَالنُّعْمَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضْتُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مَرَضًا أَشْرَفْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، قَالَ: فَجَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتَ مِنْهَا، كَمَا مَاتَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِينِي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا» .
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَالِي كَثِيرٌ، وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلا ابْنَةً، أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: «لا»، قُلْتُ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: «لا»، قُلْتُ: أَفَأُوصِي بِالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لا»، قُلْتُ: فَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى أَهْلِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَضَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَإِنَّكَ أَنْ تَدَعْ أَهْلَكَ بِغِنًى خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُنْفِقَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ امْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ» .
لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ، رَثَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ مَاتَ بِمَكَّةَ