91

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

خپرندوی

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

د خپرونکي ځای

اللملكة العربية السعودية

ژانرونه

ما يوازيه في بعض صفاته ويخالفه في بعضها وتكون بالأضداد وغيرها" (^١). فوصف السماء يقابله الأرض، ووصف الليل يقابله النهار وهكذا. قال تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ (^٢)، فوصْف الأرض فراشًا يقابل وصف السماء بناءً، وقد جاء هذا الوصف عن السماء مع الأرض قرارًا، قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ (^٣). ومنه قوله تعالى في المقابلة بين الليل والنهار: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ (^٤)، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (^٥). ثامنًا: الإقسام من الله بها لبيان أهمية هذا المقسم به والمقسم عليه، ولبيان آيات العبرة والقدرة التي تظهر في هذا الكون الذي خلقه الله ونظمه (^٦). والقسم في الخطاب من أساليب تأكيد القضية وتقريرها، ودفع الخصم إلى الاعتراف بما يجحد وينكر، أو يتردد ويتخوف منه. قال السيوطي (^٧) ﵀ مبينا غاية القسم: "القصد بالقسم تحقيق الخبر

(^١) البرهان في علوم القرآن لمحمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت، ١٤١٩: ٣/ ٤٥٨. (^٢) البقرة: ٢٢. (^٣) غافر: ٦٤. (^٤) يونس: ٦٧. (^٥) النمل: ٨٦. (^٦) انظر: التعليق العلمي على المنتخب في تفسير القرآن الكريم للجنة القرآن والسنة في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة، دار الثقافة، الدوحة، ط ٨: ٨٠١. (^٧) هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي، له مؤلفات كثيرة، منها: الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع، والخصائص الكبرى، وشرح الصدور بأحوال الموتى والقبور، والدر المنثور في التفسير بالمأثور وغيرها، توفي سنة ٩١١. انظر: الضوء اللامع للسخاوي: ٤/ ٦٥ - ٧٠، وشذرات الذهب: ٨/ ٥١.

1 / 99