The Doctrinal Implications of Cosmic Verses
الدلالات العقدية للآيات الكونية
خپرندوی
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
د خپرونکي ځای
اللملكة العربية السعودية
ژانرونه
مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ (^١).
فأثبت الله السجود لهذه الكائنات، ولكن لا نعلم كيفيته، ولا يلزم أن سجودها على سبعة أعضاء كسجود المسلمين، إذ سجود كل شيء بحسبه.
قال ابن كثير ﵀: " يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل شيء مما يختص به" (^٢).
وقال تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ (^٣).
قال ابن كثير ﵀: " يقول تعالى: تقدسه السماوات السبع والأرض ومن فيهن، أي من المخلوقات، وتنزهه وتعظمه وتجِّلّه وتكبره عما يقول هؤلاء المشركون، وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وإلهيته.
وقوله: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ أي وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله ﴿وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ أي لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس؛ لأنها بخلاف لغتكم. وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد (^٤)، ... كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود ﵁ أنه قال: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل (^٥) " (^٦).
(^١) الحج: ١٨. (^٢) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٢٠. (^٣) الإسراء: ٤٤. (^٤) انظر: رسالة في قنوت الأشياء كلها لله: ١/ ٤، وعبودية الكائنات لرب العالمين: ٢٣٤. (^٥) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة: ٦٨٥ برقم (٣٥٧٩). (^٦) تفسير ابن كثير: ٣/ ٤٥ باختصار.
1 / 74