The Divine Attributes in the Book and the Sunnah in Light of Affirmation and Denial

Muhammad Aman al-Jami d. 1415 AH
83

The Divine Attributes in the Book and the Sunnah in Light of Affirmation and Denial

الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه

خپرندوی

المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٨هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أنها تنظر١ الثواب من ربها وإنما ينظرون إلى فعله وقدرته، وتلوا آية من القرآن: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ ٢، فقالوا: إنه حيث قال: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ﴾، إنهم لم يروا ربهم، ولكن المعنى ألم ترَ إلى فعل ربك، فقلنا: إن فعل الله لم يزل العباد يرونه، وإنما قال: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾، فقالوا: إنما تنظر الثواب من ربها، فقلنا: إنها مع من تنظر الثواب هي ترى ربها. فقالوا: إن الله لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة، وتلوا آية من المتشابه من قوله الله جل ثناؤه: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾ ٣، وقد كان النبي ﷺ يعرف معنى قول الله: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾، وقال: "إنكم سترون ربكم" ٤، وقال الله لموسى: ﴿لَن تَرَانِي﴾، ولم يقل: لأن أرى، فأيهما أولى أن نتبع النبي ﷺ حين قال: "إنكم سترون ربكم " أو قول الجهمي حين قال: لا ترون ربكم؟! والأحاديث بأيدي أهل العلم عن النبي ﷺ أن أهل الجنة يرون ربهم لا يختلف فيها أهل العلم. وبعد: إنّ القارئ يدرك أن الإمام يشير إلى أن الإدراك المنفي في قوله تعالى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾، أمر زائد على الرؤية وهذا المعنى في غاية الوضوح، لأن العباد عندما يرون ربهم لا يدركونه أو لا يحيطون به، كما أنهم يعلمون ربهم ويؤمنون به، ولا يحيطون به علمًا ومعرفة، وقد يتصور هذا المعنى حتى في مخلوق من مخلوقات الله تعالى. فمثلًا إنك ترى الشمس دون شك، وهي في ضحى النهار ولكن لا تحيط بها إحاطة من كل وجه، وهي خلق من خلق الله تعالى ولله المثل الأعلى، فلا غرابة في إثبات الرؤية من مجموع

١ من الانتظار لا من النظر أي تنتظر الثواب، وتتوقعه. ٢ سورة الفرقان آية: ٤٥. ٣ سورة الأنعام آية: ١٠٣. ٤ أخرجه الشيخان والترمذي، وهو قطعة من حديث طويل من حديث أبي هريرة، وفي معناه حديث جابر عند مسلم.

1 / 103