47

The Divine Attributes in the Book and the Sunnah in Light of Affirmation and Denial

الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه

خپرندوی

المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٨هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

المبحث الخامس: منهج السف في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه بعد أن أثبتنا حجية كل من الكتاب والسنة في باب العقيدة دون تفريق بين الأحاديث المتواترة وأخبار الآحاد من حيث الاستدلال بها، ثم ناقشنا الزاعمين الاكتفاء بالقرآن دون السنة وأبنّا بطلان منهجهم. فجدير بنا أن نتحدث عن منهج السلف في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه، وقبل أن نشرع في شرح المنهج وذكر قواعده فلنعرف من هم السلف؟ عندما نطلق كلمة السلف إنما نعني بها من الناحية الاصطلاحية أصحاب رسول الله ﷺ الذين حضروا عصره فأخذوا منه هذا الدين مباشرة غضًا طريًا في أصوله وفروعه. كما يدخل في هذا الاصطلاح التابعون لهم الذين ورثوا علمهم قبل أن يطول عليه الأمد، والذين شملتهم شهادة الرسول لهم وثناؤه عليهم بأنهم "خير الناس" حيث يقول ﷺ: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" ١، كما يشمل الاصطلاح تابعي التابعين. وهو لفظ مصطلح عليه، وقد ظهر هذا الاصطلاح، واشتهر حين ظهر النزاع ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف وأعلن أن ما هو عليه هو ما كان عليه السلف الصالح، فإذًا لا بد أن تظهر والحالة هذه أسس وقواعد واضحة المعالم

١ أخرجه أحمد في مسنده ٤/٤٢٧، والبخاري مكررًا في عدة مواضع ٥/٢٨٥، ومسلم ٤/١٩٦٤، ١٩٦٥، عن غير واحد من الصحابة عائشة ﵂ وابن مسعود وأبي هريرة وعمران بن حصين.

1 / 57