The Dialogue Approach through the Biography of Musab bin Umair and its Educational Applications
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
ژانرونه
أو يجد المحاور ليونة في قلب خصمه وانكسارا، فيكون للتذكير والوعظ في مثل هذه الأحوال مجالًا، فيحرص المحاور على استعمالهما أحيانًا ولا يكثر منهما، فعن ابن مسعود، قال: كان النبي ﷺ «يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهة السآمة علينا» (١)، ويكون هدف المحاور في التذكير والوعظ؛ انتفاع الطرف الآخر أو إقامة الحجة عليه، يقول سبحانه: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (٩)﴾ (٢)، قال القرطبي ﵀: " فذكر أي فعظ قومك يا محمد بالقرآن. إن نفعت الذكرى أي الموعظة. وروى يونس عن الحسن قال: تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، وقال الجرجاني: التذكير واجب وإن لم ينفع. والمعنى: فذكر إن نفعت الذكرى، أو لم تنفع " (٣)، وقد يكون التذكير والوعظ في نفس موضوع الحوار كالدعوة إلى الله كما هو الحال في بعض حوارات مصعب بن عمير ﵁، وقد يكون في غير موضوع الحوار.
فقد كان مصعبٌ ﵁ يهتم بالوعظ والتذكير، وينتهز الفرص السانحة، والتي يتوقع فيها أن للوعظ أو التذكير أثرًا في محاوره، فعندما أرادت أمه صده عن الدين، استعملت معه شتى الوسائل، ولم تستطع إلى ذلك سبيلا، " فجعلت تبكي، فقال مصعب ﵁: يا أماه إني لكِ ناصحٌ عليك شفيقٌ، فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، قالت: والثوَاقِبِ (٤) لا أدخل في دينك فيُزرى
_________
(١) البخاري: مصدر سابق، كتاب العلم، باب ما كان النبي ﷺ يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا،١/ ٢٥، رقم ٦٨.
(٢) سورة الأعلى: آية (٩).
(٣) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط٣، ١٣٨٧، ٢٠/ ٢٠.
(٤) الشهب المضيئة. الرازي: مختار الصحاح،المكتبة العصرية، بيروت، ط٥، ١٤٢٠هـ، ص٤٩.
1 / 81