The Dialogue Approach through the Biography of Musab bin Umair and its Educational Applications
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
ژانرونه
ولذا تغيرت حياة مصعب بن عمير ﵁ وتبدلت أحواله في ملبسه ومأكله وشأنه كله، فقد قال علي بن أبي طالب ﵁: إنا لجلوس مع رسول الله ﷺ في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير ﵁، وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله ﷺ بكى للذي كان فيه من النعمة، والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسول الله ﷺ: «كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة، ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟» قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة، فقال رسول الله ﷺ: «أنتم اليوم خير منكم يومئذ» (٢).
وعن عروة بن الزبير عن أبيه ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ جالسًا بقُباء ومعه نفر، فقام مصعب بن عمير ﵁ عليه بردة ما تكاد تواريه، ونكَس القوم، فجاء فسلم فردوا عليه، فقال فيه النبي ﷺ خيرًا وأثنى عليه، ثم قال: «لقد رأيت هذا عند أبويه بمكة يكرمانه وينعمانه، وما فتى من فتيان قريش مثله، ثم خرج من ذلك ابتغاءَ مرضات الله ونصرة رسوله، أما أنه لا يأتي عليكم إلا كذا وكذا حتى يُفتح عليكم فارس والروم، فيغدوا أحدكم في حلة ويروح في حلة، ويُغدى عليكم بقصعة ويُراح عليكم بقصعة». قالوا: يا رسول الله، نحن اليوم خير أو ذلك اليوم، قال: «بل أنتم اليوم خيرٌ منكم ذلك اليوم أما لو تعلمون من الدنيا ما أعلم لاستراحت أنفسكم منها» (٢).
_________
(١) الترمذي: سنن الترمذي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، ط٢، ١٣٩٥هـ، كتاب أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، باب حديث علي في ذكر مصعب بن عمير ...، ٤/ ٦٤٧، رقم ٢٤٧٦.
(٢) الحاكم: مصدر سابق، كتاب الإيمان، باب ذكر مصعب بن عمير العبدري ﵁،٣/ ٧٢٨، رقم ٦٦٤٠.
1 / 22