152

The Creed of the Salaf Imams and the People of Hadith

اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

خپرندوی

دار إيلاف الدولية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠هـ/١٩٩٩م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه١.
وقال ابن بطة: سمعت أبا عمر محمد بن عبد الواحد صاحب اللغة يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبا يقول: "أجمع أهل اللغة على أن اللقاء ها هنا لا يكون إلا معاينة ونظرًا بالأبصار"٢.
* قال ابن القيم: وأجمع أهل اللسان على أن اللقاء متى نسب إلى الحي السليم من العمى والمانع، اقتضى المعاينة والرؤية٣.
منها قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ ٤.
* قال الرازي: "فإن إحدى القراءات في هذه الآية، ملكًا- بفتح الميم وكسر اللام- وأجمع المسلمون على أن ذلك الملك ليس إلا الله وعندي التمسك بهذه الآية أقوى من التمسك بغيرها٥.
وقال الآلوسي: قيل هو النظر إلى الله عز وجل٦.
فعلى القراءة المذكورة تكون دلالة الآية على الرؤية ظاهرة.
ومنها قوله تعالى: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾ [الأنعام:١٠٦] وجه الاستدلال من هذه الآية هو أن الله ﷾ إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالأوصاف الثبوتية وأما العدم المحض فليس بكمال ولا يمدح به، وإنما يمدح الرب ﵎ بالعدم إذا تضمن أمرًا وجوديًا لتمدحه بنفي السنة والنوم المتضمن كمال القيومية ونفي الموت المتضمن كمال الحياة ولهذا لم يتمدح بعدم محض الذي لا يتضمن أمرًا ثبوتيًا، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم ولا يوصف الكامل بأمر

١ الشريعة. ص ١٥٢.
٢ حادي الأرواح: ص ٢٤٥.
٣ حادي الأرواح: ص ٢٠٤.
٤ الإنسان: ٢٠.
٥ التفسير الكبير للرازي: ١٣/ ١٣١.
٦ روح المعاني:٢٩/١٦١.

1 / 160