92

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

خپرندوی

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

قلت: ما أعظم جرأتك على التدليس والتلبيس والكذب، فإنَّ ابن القيم ﵀ أجل قدرًا وأرفع مكانة وأنبل منزلة من هذا الذي بهته به. قال ﵀: "السادس: أن يقال: من أين في ظاهر القرآن إثبات جنب واحد هو صفة لله؟ ومن المعلوم أن هذا لا يثبته أحد من بني آدم، وأعظم الناس إثباتًا للصفات هم أهل السنة والحديث لايثبتون أنَّ لله تعالى جنبًا واحدًا ولا ساقًا واحدًا. قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي: وادعاء المعارض زورًا على قوم أنَّهم يقولون في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ﴾، أنَّهم يعنون بذلك الجنب هو العضو، وليس ذلك على ما يتوهمونه. قال الدارمي: فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقًا في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله، وإلاَّ فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك، إنَّما تفسيرها عندهم: تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية، فمن أنبأك أنَّهم قالوا: جنب من الجنوب؟ فإنَّه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلًا عن علمائهم. وقد قال أبو بكر الصديق ﵁: "الكذب مجانب للإيمان"، وقال ابن مسعود ﵁: "لا يجوز من الكذب جدٌّ ولا هزلٌ"، وقال الشعبي: "من كان كذَّابًا فهو منافق"، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائمًا بذات الله لا بجنب ولا غيره بل يكون منفصلا١ عن الله تعالى، وهو معلوم بالحس والمشاهدة".

١ تنبيه: وقع في مختصر الصواعق "بل لا يكون منفصلًا" وهو خطأ، والصواب المثبت كما هو في الصواعق الأصل والنسخة الخطية للمختصر.

1 / 97