وعلى سبيل المثال يقول الكاتب ص٢٥: "وأمَّا الدعاء فليس جميعه عبادة إلا إذا دعونا من نعتقد فيه صفات الربوبية أو صفة واحد منها".
ويقول ص ٢٦: "وإنما يكون الدعاء عبادة إذا كان لله أو لمن يعتقد الداعي أن للمدعوّ صفة من صفات الربوبية".
ويقول ص ٢٧: "فاتضح أنَّ مجرد النداء أو الاستغاثة أو الاستعانة أو الخوف أو الرجاء أو التوسل أو التذلل لا يسمى عبادة".
ويقول ص ٢٨: "وملخص ما مرَّ أنَّ العبادة في اللغة هي مطلق الطاعة والخضوع لأيّ أحد كان بخلاف العبادة في اصطلاح الشرع فهي غاية التذلل والخضوع لمن يعتقد الخاضع له بعض صفات الربوبية، فإذا فهمت ذلك علمت يقينًا أنَّ من أطاع أحدًا وخضع له لا لاعتقاده أنَّ له بعض صفات الربوبية لا يسمى عابدًا له شرعًا ... ".
وعلى هذا النهج ذكر أمورًا كثيرة.
ومن يوازن بين أقوال الكاتب هذه وبين قول الخميني داعية الرفض في كتابه "كشف الأسرار" (ص:٤٩) حيث قال: "وبعد أن تبين أنَّ الشرك هو طلب الشيء من غير رب العالمين على أساس كونه إلهًا فإنَّ ما دون ذلك ليس بالشرك، ولا فرق في ذلك بين حيٍّ وميِّت، فطلب الحاجة من الحجر أو الصخر ليس شركًا ... " يجد أنَّ القولين كما قال الشاعر:
رضيعي لبان ثدي أمٍّ تقاسما ... بأسحم داج عوض لا نتفرق
وأقول: يالله للعجب لا يكون صرف العبادة لغير الله شركًا حتى يعتقد العابد فيمن عبده أنَّ له شيئًا من صفات الربوبية، وأمَّا من دعا غير الله أو استغاث بغير الله أو استعان بغير الله أو رجا غير الله أو خاف غير الله من قبر أو