58

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

خپرندوی

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

الرحمن، أنسجد لما تأمرنا؟ إنكارًا منهم لهذا الاسم، كأنَّه كان محالًا عنده أن ينكر أهل الشرك ما كانوا عالمين بصحته أو كأنَّه لم يتل من كتاب قول ﴿الذِينَءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ﴾ يعني محمدًا، ﴿كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ﴾ ١، وهم مع ذلك به مكذبون ولنبوته جاحدون فيعلم بذلك أنَّهم قد كانوا يدافعون حقيقة ما قد ثبت عندهم صحته واستحكمت لديهم معرفته ... "٢، ثم أورد البيتين السابقين. وقال ابن كثير: "وقد زعم بعضهم أنَّ العرب لا تعرف الرحمن حتى ردَّ الله عليهم ذلك بقوله: ﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى﴾ ٣، ولهذا قال كفار قريش يوم الحديبية لما قال رسول الله ﷺ لعليٍّ: اكتب: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، فقالوا: "لا نعرف الرحمن ولا الرحيم"، رواه البخاري، وفي بعض الروايات: لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ ٤. والظاهر أنَّ إنكارهم هذا إنما هو جحود وعناد وتعنت في كفرهم، فإنَّه قد وجد في أشعارهم في الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن..."٥. قلت: والكاتب ليس ينكر معرفة المشركين ب "الرحمن" فيكون من

١ سورة البقرة، الآية ١٤٦. ٢ تفسير ابن جرير (١/٥٧، ٥٨) . ٣ سورة الإسراء، الآية ١١٠. ٤ سورة الفرقان، الآية ٦٠. ٥ تفسير ابن كثير (١/٣٦) .

1 / 63