217

The Constitution of Ethics in the Quran

دستور الأخلاق في القرآن

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

العاشرة ١٤١٨ هـ

د چاپ کال

١٩٩٨ م

ژانرونه

مساعدة مكملة لاختيارهم الحسن، على حين ترك الآخرون لمواردهم العامة؟ هنا يبدأ النقاش بين أهل السُّنة الذين يثبتون هذه المساعدة، والقدرية "معتزلة وشيعة" الذين ينكرونها مطلقًا. ويرى هؤلاء الأخيرون أن مثل هذا الامتياز سوف لا يكون متفقًا مع العدالة الإلهية، إذ لماذا نزن بوزنين؟ فكل ما يلزم للحكم الصحيح. والاتجاه الصائب يجب أن يكون، في وسع كل فرد، وعلى كل فرد أن ينظم هذه الثروة المشتركة، وأن يستغلها إلى أقصى حد، تحت مسئوليته الكاملة، ولخيره أو شره. هذه الطريقة في النظر لها أساس من الحق، والواقع أننا لكي نصون عدالة السماء، يبدو لازمًا أن نقرر حدًّا أدنى من القدرة الإنسانية، الضرورية، والكافية لأداء واجبنا، وإثبات مسئوليتنا على أن يكون ذلك الحد الأدنى شاملًا، وموزعًا على سواء، ولكن لماذا نقف ضد البداهة باسم هذا المبدأ العام، وندعي أن الخالق قد خلق كل الناس في نفس الظروف المناسبة كيما يريدوا الخير، ويقصدوا إلى الحق؟ لا داعي لن نذكر بتنوع الصفات الوراثية، وآثارها المختلفة على أحكامنا وقراراتنا، وهو ما يستفاد أيضًا من قوله، ﷺ: "الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة" ١. وقوله: "إن فيك خصلتين ... جبلك الله عليهما" ٢. ولكن القرآن يصنف الناس بصفة عامة، في آيات كثيرة، إلى طائفتين: الضالين، والمهتدين، وهو يضيف أن كلا الفريقين مدين بحالته الخاصة لمشيئة

١ وفي رواية للبخاري: كتاب بدء الخلق، باب ٢٥، "قال: فعن معادن العرب تسألون، خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا". "المعرب". ٢ ورواية مسلم: كتاب الإيمان، باب ٧: "وقال ﷺ للأشج -أشج عبد القيس، واسمه المنذر بن عائذ-: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة". "المعرب".

1 / 214