The Constitution of Ethics in the Quran
دستور الأخلاق في القرآن
خپرندوی
مؤسسة الرسالة
د ایډیشن شمېره
العاشرة ١٤١٨ هـ
د چاپ کال
١٩٩٨ م
ژانرونه
أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" ١.
ومن الواجب علينا أخيرًا الوفاء بالعقود والالتزامات تجاه إخواننا، والله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِْ﴾ ٢. ويقول الرسول: "المسلمون عند شروطهم" ٣، بيد أنه: "ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل" ٤، "الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحًا حرم حلالًا، أو أحل حرامًا" ٥.
فمن حيث المبدأ، ليس يوجد، ولا يمكن أن يوجد، في الأخلاق الإسلامية، تصادم بين واجب المواطن الصالح، وواجب المسلم الصالح، فكلا الأمرين يتبع نفس القانون، الذي يأتي من مصدر تشريعي واحد، بيد أنه من المحتمل أن نواجه بعض المطالب الجامحة من الرؤساء، والتي قد تخلق هذا التصادم، ومع ذلك فالقاعدة جد بسيطة، لخصها رسول الله ﷺ في كلمة صارت مثلًا: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ٦.
١ البخاري: كتاب الأحكام، باب ٣: "وروى البخاري عن علي، ﵁، قال: بعث النبي ﷺ سرية، وأمّر عليهم رجلًا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه فغضب عليهم وقال: أليس قد أمر النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: عزمت عليكم لما جمعتم حطبًا وأوقدتم نارًا، ثم دخلتم فيها، فجمعوا حطبًا فأوقدوا، فلما هموا بالدخول فقام ينظر بعضهم إلى بعض. قال بعضهم: إنما تبعنا النبي ﷺ فرارًا من النار، أفندخلها؟! فبينما هم كذلك، إذ خمدت النار، وسكن غضبه، فذكر للنبي ﷺ فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها أبدًا، إنما الطاعة في المعروف". "المعرب". ٢ المائدة: ١. ٣ البخاري، كتاب الإجارة، باب ١٤. ٤ المرجع السابق، كتاب الشروط، باب ١٢. ٥ ابن ماجه، كتاب الأحكام، باب ٢٣. ٦ مسند أحمد ٥/٦٦ عن عمران بن حصين.
1 / 145