57

الفصل والوصل في القرآن الكريم

الفصل والوصل في القرآن الكريم

خپرندوی

منشأة المعارف بالإسكندرية

د ایډیشن شمېره

الثانية

ژانرونه

- ﴿قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾ . - ﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ﴾ . - ﴿قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ . - ﴿فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ . - ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ ١. يقول الجرجاني: جاء على ما يقع في أنفس المخلوقين من السؤال. فلما كان في العرف والعادة فيما بين المخلوقين، إذا قيل لهم: "دخل قوم على فلان، فقالوا كذا" أن يقولوا: "فما قال هو؟ " ويقول المجيب "قال كذا ... " أخرج الكلام ذلك المخرج. لأن الناس خوطبوا بما يتعارفونه، وسلك باللفظ معهم المسلك الذي يسلكونه، وكذلك في قوله: ﴿قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ وذلك أن قوله: ﴿فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ﴾ يقتضي أن يتبع هذا الفعل بقول: فكأنه قيل والله أعلم: "فما قال حين وضع الطعام بين أيديهم؟ " فأتى قوله: ﴿قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ جوابا عن ذلك. وكذا: ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ﴾ لأن قوله: ﴿فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ يقتضي أن يكون من الملائكة كلام في تأنيسه وتسكينه مما خامره، فكأنه قيل: "فما قالوا حين رأوه، وقد تغير ودخلته الخيفة؟ " فقيل: ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ﴾ وذلك -والله أعلم- المعنى جميع ما يجيء منه على كثرته، كالذي يجيء في قصة فرعون عليه اللعنة، في رد موسى عليه السلام٢، ومما هو في غاية الوضوح في سورة الحجر٣، وفي سورة

١ الذاريات: ٢٤-٢٨. ٢ قال تعالى: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ . ﴿قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ . ﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ . ﴿قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ . ﴿قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ...﴾ إلخ، [الشعراء: من ٢٣-٣١] . ٣ قال تعالى: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ . ﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾ [الحجر: ٥٧ و٥٨] .

1 / 82