37

الفصل والوصل في القرآن الكريم

الفصل والوصل في القرآن الكريم

خپرندوی

منشأة المعارف بالإسكندرية

د ایډیشن شمېره

الثانية

ژانرونه

وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ ١، قوله: ﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾ تأكيد لقوله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾، وقوله: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ﴾ توكيد ثانٍ أبلغ من الأول٢. - وكذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ، يُخَادِعُونَ اللَّهَ﴾ ٣، إنما قال: ﴿يُخَادِعُونَ﴾ ولم يقل: "ويخادعون" لأن هذه المخادعة ليست شيئا غير قولهم "آمنا" من غير أن يكونوا مؤمنين. فهو إذن، أُكِّد به كلام آخر هو في معناه وليس شيئا سواه٤. ٥- الجمل المفصولة المؤكدة للجمل المنفية: "ومما جاء فيه الإثبات بـ "إن وإلَّا" على هذا الحد قوله تعالى: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ﴾ ٥، وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ٦. أفلا ترى أن الإثبات في الآيتين جميعا تأكيد وتثبيت لنفي ما نفي، فإثبات ما علمه النبي ﷺ وأوحى إليه ذكرًا وقرآنًا تأكيد وتثبيت لنفي أن يكون قد علم الشعر -وكذلك إثبات ما يتلوه عليهم وحيًا من الله تعالى تأكيد وتقرير لنفي أن يكون نطق به عن هوى"٧.

١ البقرة: ٦، ٧. ٢ الدلائل ٢٢٨. ٣ البقرة: ٨، ٩. ٤ الدلائل ٢٢٤. ٥ يس: ٦٩. ٦ النجم: ٣. ٧ الدلائل ٢٣٠.

1 / 59