The Concise Explanation on Al-Maqsoud's Poem
الشرح المختصر على نظم المقصود
ژانرونه
وأما غير هذين الحرفين فهيئته في المجهول كهيئته في المعلوم، يعني: الحرف الأول وما قبل الآخر هو الذي يتغير. ماذا قال:
وَبَدْءُ مَجْهُوْلٍ بِضَمٍّ حُتِمَا ... كَكَسْرِ سَابِقِ الَّذِي قَدْ خَتَمَا
(كَكَسْرِ) الحرف السابق (الَّذِي قَدْ خَتَمَا) يعني: الذي يسبق الحرف الخاتم. يعني: الحرف الأخير.
ثم شرع في بيان ضابط الفعل المضارع فقال:
مُضَارِعًا سِمْ بِحُرُوْفِ نَأْتِي ... حَيْثُ لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي تَأْتِي
(مُضَارِعًا) يعني: فعلًا مضارعًا. المضارع معلوم أنه الذي يقابل الماضي والأمر، إذًا انتهى من فعل الماضي وما يتعلق به والأمر، الآن جئنا للمضارع، فقدم مقدمة وهي: أن الفعل المضارع يبدأ بأحد حرف «نأتي»، ثم سيبين ما حركة هذه الحروف، (مُضَارِعًا سِمْ)، (سِمْ) يعني: عَلِّم فعلًا مضارعًا (بِحُرُوْفِ نَأْتِي) يعني: بواحد من حروف «نأتي» ليس كلها، إنما هو واحد منها نأتي، إما النون، وإما الهمزة، وإما الياء، وإما التاء، لكن ليست مطلقة وإنما (حَيْثُ لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي تَأْتِي) يعني: هي زوائد وليس كل زائد من هذه الأحرف يميز به المضارع بل لا بد أن يكون ثَمَّ معنًى زائد على الحرف، فالهمزة تكون للمتكلم، والنون تكون للمتكلم ومعه غيره أو المعظم نفسه، والياء تكون للغائب المذكر مطلقًا مفردًا أو غيره ولجمع الغائبات، والتاء تكون للمخاطب مطلقًا مفردًا أو مثنًى أو جمعًا أو مذكرًا أو مؤنثًا وللغائبة والغائبين، وهذا على ما ذكرناه سابقًا.
إذًا «أنيت» أو «نأتي» هذه صارت علمًا بالغلبة، بمعنى أن هذا التركيب بشرط الزيادة في أول الفعل مع المعنى المخصوص صارت ماذا؟ يُميز بها الفعل المضارع عن غيره من الأفعال. (مُضَارِعًا سِمْ) أي: عَلِّم. (مُضَارِعًا) أي: فعلًا مضارعًا، (سِمْ) عَلِّم، فِعْلًا مضارعًا عن ماذا؟ عن الماضي والأمر (بِحُرُوْفِ نَأْتِي)، أو «أنيت» أو «أتين» يعني: بواحد منها يكون في ابتدائه، ولا تكون كذلك إلا إذا كانت زائدة على الماضي، # ٥٥.٠١ ... بالزيادة (حَيْثُ لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي) المعاني جمع معنى وهو ما يراد باللفظ أو ما يُعنى باللفظ، (تَأْتِي) فاعله ضمير حروف (نَأْتِي).
ثم قال: (فَإِنْ بِمَعْلُوْمٍ فَفَتْحُهَا وَجَبْ إلاَّ الرُّبَاعِيْ). عرفنا أن الفعل المضارع يميز بحروف (نَأْتِي)، ما حركة هذه الحروف؟ همزة النون الياء الفتح، قال: إن كان الفعل الماضي - العبرة بالماضي هنا - إن كان الفعل الماضي الذي زيد عليه حرف من حروف (نَأْتِي) ثلاثيًّا أو خماسيًّا أو سداسيًّا فافتح، فَافتح ماذا؟ حرف المضارعة حينئذٍ تقول: ذَهَبَ يَذْهَبُ أَذْهَبُ تَذْهَبُ نَذْهَبُ يَذْهَبُ. بفتح حرف المضارعة أليس كذلك؟ اِنْطَلَقَ يَنْطَلِقُ أَنْطَلِقُ تَنْطَلِقُ يَنْطَلِقُ بالفتح، أليس كذلك؟ اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ أَسْتَخْرِجُ نَسْتَخْرِجُ تَسْتَخْرِجُ بالفتح، ماذا بقي من الأفعال؟ الرُّباعي، الرباعي يضم حرف المضارعة فيه أَكْرَمَ يُكْرِمُ نُكْرِمُ تُكْرِمُ أُكْرِمُ، دَحْرَجَ أُدَحْرِجُ تُدَحْرِجُ يُدَحْرِجُ نُدَحْرِجُ.
وَضُمَّهَا مِنْ أَصْلِهَا الرُّبَاعِي ... مثل يُجِيبُ مَنْ أَجَابَ الدَّاعِي
5 / 15