The Comprehensive Guide on How to Recite the Quran
الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
المقدمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله المتفرد بالبهاء والجلال سبحانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أثقل بها الميزان، وأحقق الإيمان وأفك الرهان، اللهم لا تحرمنا برها وبركتها .. آمين وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وبعد ...
فإنني أحمد الله تعالى الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم وصلى الله وسلم على أشرف مخلوقاته القائل. «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» (١) وقد خلق الله الإنسان وأخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئا، وعلمه ما لم يكن يعلم، قال جل من قائل: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: ٧٨]. وقال تعالى:
الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (٤) [الرحمن: ١ - ٤].
وقد أمر الله نبيه أن يستزيد من العلم فقال سبحانه: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه: ١١٤]. وقال النبي الكريم ﷺ: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (٢).
وقال الشاعر في طلب العلم:
اطلب العلم ولا تكسل فما ... أبعد الخير عن أهل الكسل
في ازدياد العلم إرغام العدا ... وجمال العلم إصلاح العمل
لا تقل قد ذهب أربابه ... كلّ من سار على الدرب وصل
_________
(١) رواه الطبراني وغيره ورمز السيوطي لصحته.
(٢) الحديث رواه أبو داود والترمذي وأصله في مسلم.
1 / 5
واهجر النّوم وحصّل فمن ... يعرف المطلوب يحقر ما بذل (١)
فالعلم حياة، والجهل موت: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ [فاطر: ٢٢]. والعلم نور والجهل ظلمات، والعالم بمنزلة البصير والجاهل بمنزلة الأعمى: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) [فاطر: ١٩ - ٢٠].
وطلب العلم على قسمين:
الأول: فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهو الذي نحصل به على معرفة الله ﷾ ومعرفة نبيه محمد ﷺ وسائر الأنبياء.
والثاني: فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين.
وحكم علم التجويد الوجوب الكفائي تعلما وتعليما ومن الواجب على كل من يحفظ أو يقرأ بعضه العمل به، ولا شك أنه من أشرف العلوم، لتعلقه بأشرف كتاب، ومن فضل الله تعالى على أمة سيدنا محمد ﷺ أن أنزل القرآن بلسان عربي، وفي ذلك تشريف للأمة، قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: ١]، وقال سبحانه: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: ١٩٥].
ولقد اختار الله تعالى أفصح الألسنة سيدنا محمد ﷺ وشرفه وأكرمه وكرمه بحمل الرسالة الكريمة إلى البشر أجمعين، وأمره بترتيل كتابه فقال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: ٤].
وإذا تأملت- يرحمك الله- وجدت أن النبي ﷺ قد أحب العربية، وكان على رأس من ملكوا البيان والمعاني، فكان بديعا في لغته يكلم كل قبيلة بلسانها، فقال ﷺ: «أحب العربية لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي».
وقد أختار الله ﵎ أيضا من عباده من شرفهم بحمل كتابه، وتلاوته على الوجه الذي يرضيه، فهم سلسلة النور في كل عصر ومصر قال تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا [فاطر: ٣٢].
_________
(١) انظر بهجة الناظرين (ص ٢١٢).
1 / 6
وها هو الحبيب محمد ﷺ يحث على تعلم القرآن وتعليمه فقال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وفي ذلك الشرف الرفيع لمن أورثهم الله كتابه، ويكفيهم أنهم أضيفوا إلى خالقهم، فأخذوا الشرف، وأطلق عليهم حملة كتابه، فهنيئا لهم بالشفاعة إن عملوا بما عملوا، وهنيئا لهم بمجالسة كتاب الله الذي لا يمل حديثه، وفي ذلك يقول الشاطبي:
وإنّ كتاب الله أوثق شافع ... وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجمّلا
فيا أيها القارئ به متمسكا ... مجلا له في كل حال مبجّلا
هنيئا مريئا والداك عليهما ... ملابس أنوار من التاج والحلا
فما ظنكم بالنجل عند جزاءه ... أولئك أهل الله والصفوة الملا
وقد نصح علماء هذا الفن بأن يردد المتلقى ما وعى ليصل إلى الإتقان، كما نصح أهل هذا الفن أن لا يؤخذ هذا الفن من كتاب ولا مصحف بل يشترط فيه التلقي لاتصال سلسلة النور، ولأن هناك كلمات يختلف نطقها عن رسمها وهي في القرآن الكريم.
وهذا الكتاب رسالة أضعها بين يد العالم والمتعلم وهو يتكون من ثلاثة أبواب الأول: شرح لمتن تحفة الأطفال. الثاني: شرح لمتن الجزرية، والثالث: (١٥٠) سؤالا منها (١١٣) مجاب عنها و(٣٧) غير مجاب عنها، وهي تعتبر تدريبا عمليا لطالب العلم بعد إتقانه لما ورد في الكتاب من أحكام، والأسئلة متنوعة وشاملة، ويبدأ الكتاب بعدة مباحث هامة تتعلق بالقرآن، كما ينتهي بعدة مباحث أخرى لا غنى لطالب العلم عنها. والله أسأل أن ينفع بهذه الرسالة كل طالب للعلم، كما أنني أسأله سبحانه أن يكون هذا العمل متقبل، فإنني أعوذ بالله من علم لا ينفع.
وقد جمعته وتعبت عليه، واستخرجته من عدة تصانيف، فإن كان فيه نقص وتقصير فمن نفسي، وإن كان هناك كمال فهو لله وحده، والله هو الولي والمولى والنصير.
أحمد محمود عبد السميع الشافعي مصر- بني موسى
1 / 7
بعض المباحث الهادفة
١ - الفرق بين القارئ والمقرئ وآداب كلا منهما
القارئ:
هو مبتدئ إن أفرد إلى ثلاث قراءات، ومتوسط إن نقل أربعا أو خمسا، ومتنه إن نقل من القراءات أكثرها وأشهرها، ويجب عليه أن يخالص نيته ثم يجد في قطع ما يقدر عليه من العلائق والعوائق الشاغلة له عن تمام مراده، وليبادر في شبابه وأوقات عمره للتحصيل ولا يغتر بخدع التسويف فإنه آفة الطالب، ولا يستنكف عن أحد وجد عنده فائدة. وليقصد شيخا كملت أهليته وظهرت ديانته جامعا للشروط أو أكثرها. وليطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره.
وليكن حريصا على تعاهد محفوظاته ولا يعجب بنفسه ولا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقه الله إياها ويجب عليه أن يحترم شيخه ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على نظرائه، ويلزم معه الوقار والتأدب والتعظيم ويتواضع له وإن كان أصغر منه سنا وأقل شهرة ونسبا وصلاحا.
ولا يأخذ بثوبه إذا قام ولا يلح عليه إذا كسل ولا يشبع من طول صحبته وينقاد له ويشاوره في جميع أموره ويقعد بين يديه قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين، ولا يشيرن بيده، ولا يغمزن بعينه ويتحرى رضاه وإن خالف رضا نفسه ولا يدخل عليه بغير استئذان إذا كان في مكان يحتاج إليه. ولا يفشي له سرا ولا يذكر أحدا من أقرانه عنده، ولا يقول له قال فلان خلاف قولك، ويرد غيبته إذا سمعها إن قدر فإن تعذر عليه ردها قام وفارق ذلك المجلس، وإذا قرب من حلقة الشيخ فليسلم على الحاضرين وليخص الشيخ بتحية ويسلم عليه إذا انصرف ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم أو يعلم من إخوانه إيثار ذلك ولا يقيم أحدا من مجلسه فإن آثره لم يقبل إلا أن يقسم عليه أو يأمر الشيخ بذلك أو يكون في ذلك مصلحة للحاضرين ولا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة ولا بين صاحبين بغير إذنهما. وليتأدب مع رفقته وحاضري مجلس شيخه ولا يرفع صوته
1 / 9
رفعا بليغا ولا يكثر الكلام إلا لحاجة ولا يلتفت يمينا ولا شمالا بلا حاجة يتوجه إلى الشيخ ويصغي لكلامه ولا يغتاب عنده أحدا ولا يشاور أحدا في مجلسه. ولا يقرأ عليه في حال شغله وماله وغمه وجوعه وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك مما يشق عليه أو يمنعه من كمال حضور القلب ونشاطه، وليتحمل جفوته وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته واعتقاده كما له، وإذا وجده نائما أو مشتغلا بهم فليصبر إلى استيقاظه أو فراغه أو ينصرف، وإذا جاء إليه فلم يجده انتظره ولا يفوت وظيفته إلا أن يخاف كراهة الشيخ لذلك بأن يعلم من حاله الاقراء في وقت بعينه دون غيره ويجوز له القيام لشيخه وهو يقرأ أو لمن فيه فضيلة من علم أو صلاح أو سن أو حرمة بولاية أو غيرها واستحب ذلك النووي لكن بشرط أن يكون على سبيل الإكرام لا على سبيل الرياء.
والمقرئ:
هو من علم بالقراءات ورواها مشافهة عمن شوفه بها وشرطه أن يكون مسلما بالغا عاقلا ثقة مأمونا ضابطا متنزها عن أسباب الفسق ومسقطات المروءة ولا يجوز له أن يقرأ إلا بما سمعه ممن توفرت فيه هذه الشروط أو قرأه عليه وهو مصغ له أو سمعه بقراءة غيره عليه ويجب عليه أن يخلص النية لله تعالى، ولا يقصد بذلك غرضا من أغراض الدنيا كمعلوم يأخذه أو ثناء يلحقه من الناس منزلة تحصل له عندهم. وأن لا يطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه سواء كان مالا أو خدمة، وإن قل ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه.
واختلف العلماء في أخذ الأجرة على الإقراء فمنعه أبو حنيفة وجماعة وإجازة آخرون، إذا لم يشترط، وأجازه الشافعي ومالك إذا شارطه، واستأجره إجارة صحيحة لكن بشرط أن يكون في بلده غيره.
وينبغي له أن يتخلق بالأخلاق الحميدة المرضية من الزهد في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالاة بها وبأهلها. والسخاء والحلم والصبر، ومكارم الأخلاق وطلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع.
وأن ينزه نفسه من الرياء والحسد والحقد والغيبة واحتقار غيره، وإن كان دونه
1 / 10
ومن العجب وقل من سلم منه، ومن المزاح ودني المكاسب.
وأن يصون بصره عن الالتفات إلا لحاجة، ويديه عن العبث بهما إلا لضرورة، وأن يزيل نتن إبطيه وما له رائحة كريهة به ويمس من الطيب ما يقدر عليه.
وأن يلازم الوظائف الشرعية من قص الشارب وتقليم الظفر وتسريح اللحية ونحوها. وأن يكون ساكن الأطراف متدبرا في المعاني القرآنية، فارغ القلب من الأسباب الشاغلة إلا إذا أحتاج إلى إشارة للقارئ فيضرب بيده الأرض ضربا خفيفا أو يشير بيده أو برأسه ليفطن القارئ إلى ما فاته، ويصبر عليه حتى يتذكر وإلا أخبره بما ترك.
وأن يحسن هيئته ولتكن ثيابه بيضاء نظيفة، وليحذر من الملابس المنهي عنها ومما لا يليق بأمثاله.
وأن يراقب الله في سره وعلانيته ويعول عليه في جميع أموره. وأن لا يقصد التكثر بكثرة المشتغلين عليه.
وأن يصلي ركعتين إذا وصل إلى محل جلوسه، ويتأكد له ذلك إن كان مسجدا، ويستحب له أن يوسع مجلسه ليتمكن جلساؤه فيه، ويظهر لهم البشاشة وطلاقة الوجه ويتفقد أحوالهم، ويسأل عمن غاب منهم ويسوي بينهم إلا أن يكون أحدهم مسافرا أو يتفرس فيه النجابة أو نحو ذلك.
وليقدم الأول فالأول فإن رضي الأول بتقديم غيره قدّمه ولا بأس بقيامه لمن يستحق الإكرام من الطلبة وغيرهم.
وينبغي له أن يرفق بمن يقرأ عليه ويرحب به ويحسن إليه بحسب حاله ويكرمه وينحيه ويرشده إلى مصلحته ويساعده على طلبه بما أمكن ويؤلف قلبه ويتلطف به ويحرضه على التعليم ويذكره فضيلة الاشتغال بقراءة القرآن وسائر العلوم الشرعية ليزداد نشاطه ورغبته.
ويزهده في الدنيا ويصرفه عن الركون إليها والاغترار بها ويجريه مجرى ولده في الشفقة عليه والاهتمام بمصالحه والصبر على جفائه وسوء أدبه، ولا يكره قراءته على غيره ممن ينتفع به.
1 / 11
ولا يتعاظم عليه بل يلين ويتواضع معه ويحب له ما يحب لنفسه من الخير ويكره له ما يكره لنفسه من النقص ويؤدبه على التدريج بالآداب الشرعية والشيم المرضية ويعوده الصيانة في جميع أموره ويحرضه على الإخلاص والصدق وحسن النية ومراقبة الله تعالى في جميع حالاته، وأن يحرص على تعليمه مؤثرا ذلك على مصالح نفسه الدنيوية غير الضرورية ويحرص على تفهيمه ويعطيه ما يليق به ويأخذه بإعادة محفوظاته ويثني عليه إذا ظهرت نجابته ما لم يخش عليه فتنة بإعجاب أو غيره ويعنفه تعنيفا لطيفا إذا قصر ما لم يخش تنفيره وينبغي أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه فاسد النية وأن يصون العلم فلا يذهب إلى مكان ينسب إلى المتعلم ليتعلم منه فيه، وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه ويجوز له الإقراء في الطريق خلافا لمن عابه، ولا يجوز تأخيره الإجازة بالإقراء في نظير مال ونحوه عمن استحقها إذ الاجازة ليست مما يقابل بالمال.
وبعد فهذه جملة من الآداب العظيمة التي لو تحلى بها كل قارئ أو مقرئ لفاز برضى الله تعالى، ولاستطاع أن يحقق مركزا فريدا بين أقرانه، ففي أيامنا هذه يندر من يتحلى ببعض هذه الآداب، وهناك آداب أخرى، انظر كتاب «التبيان في آداب حملة القرآن» لأبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي، ولو أردت- يرحمك الله- النظر فيما قرأت من هذه الآداب فمصدره كتاب «شرح الشاطبية» المسمى بإرشاد المريد لعلي محمد الضباع.
1 / 12
٢ - الفرق بين القراءات والروايات والطرق والخلاف الواجب والجائز
اعلم أن كل خلاف نسب لإمام من الأئمة العشرة مما أجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة.
وكل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية ..
وكل ما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق ..
مثل إثبات البسملة بين السورتين، فهو قراءة ابن كثير، ورواية قالون عن نافع، وطريق الأزرق عن ورش وهكذا ..
وهذا هو الخلاف الواجب، فهو عين القراءات والروايات والطرق، بمعنى أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها عند تلقى القراءة فلو خل بشيء منها عد ذلك نقصا في روايته.
وأما الخلاف الجائز: فهو خلاف الأوجه التي على سبيل التخيير كأوجه الوقف على عارض السكون، فالقارئ مخير في الإتيان بأي وجه منها، فلو أتى بوجه واحد منها أجزأه، ولا يعتبر ذلك نقصا في روايته.
وهذه الأوجه الاختيارية لا يقال لها قراءات، ولا روايات، ولا طرق، بل يقال لها: أوجه دراية فقط.
ومن الملاحظ في هذا المبحث أنه شمل الفرق بين القراءات، والروايات، والطرق، فالقراءة يقال لها: قراءة نافع مثلا أو ابن كثير أو حمزة أو غيرهم، أما الروايات فيقال لها: رواية ورش عن نافع، أو البزي عن ابن كثير، أو رواية خلف أو خلاد عن حمزة، وأما الطرق فهي أقل شهرة من القراءات والروايات.
انظر كتاب «الإرشادات الجلية في القراءات السبع من طريق الشاطبية» تأليف محمد محمد محمد سالم محيسن.
1 / 13
٣ - مبادئ علم التجويد، ووجوب تجويد القرآن والأدلة عليه
اعلم- يرحمك الله- أن لعلم التجويد مبادئ عامة يبدأ بها، فهي بمثابة المقدمات العامة التي يبتدأ بها هذا الفن وغيره من العلوم، وهي:
١ - تعريفه:
هو علم يبحث في الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وحق الحرف هو: مخرجه وصفاته التي لا تفارقه، كالهمس والجهر.
ومستحقه هو: الصفات التي يوصف بها الحرف أحيانا، وتفارقه أحيانا، كالتفخيم والترقيق بالنسبة للراء. هذا هو التعريف الاصطلاحي، أما اللغوي: فالتجويد هو التحسين، يقال: جود الشيء أي حسنه.
٢ - موضوعه:
وأما موضوعه فهو: الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها.
٣ - نسبته:
وأما نسبته فهو: أحد العلوم الدينية المتعلقة بالقرآن الكريم، بل هو من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وهو القرآن الكريم.
٤ - واضعه:
وأما واضعه من الناحية العملية فهو النبي ﷺ. ومن ناحية القواعد. أي وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وغيره من أئمة القراء واللغة.
٥ - فائدته:
وأما فائدته فهي: حسن الأداء وجودة القراءة، الموصلان إلى رضى الله تعالى الذي يحقق سعادتي الدنيا والآخرة، وعصمة اللسان من اللحن في القرآن.
واللحن هو: الميل عن الصواب، إلى الخطأ، وهو نوعان:
(أ) جلي:
وهو ما كان بسبب مخالفة القواعد العربية، كاستبدال حرف بحرف
1 / 14
أو حركة بحركة، وسمي جليا، لاشتراك علماء التجويد وغيرهم من المثقفين في إدراكه، وحكمه: التحريم اتفاقا.
(ب) خفي:
وهو ما كان بسبب مخالفة قواعد التجويد، كترك الغنة وقصر الممدود، وسمي خفيا لاختصاص علماء التجويد بإدراكه دون غيرهم.
وحكمه
: التحريم على الراجح، وقيل: الكراهة.
٦ - حكم تعليمه والعمل به شرعا:
وأما حكم العمل به فهو: الوجوب العيني على كل مكلف يحفظ أو يقرأ القرآن أو بعضه، وإذا فيأثم تاركه لقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: ٤]. وقوله ﷺ: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم».
وأما حكم تعليمه فهو: فرض كفاية بالنسبة إلى عامة المسلمين، وفرض عين بالنسبة إلى رجال الدين من العلماء والقراء، ومهما يكن من شيء فإنه يأثم تاركه منهم ويتعرض لعقاب الله، ويرى بعض العلماء ضرورة تطبيق هذا العلم في قراءة الحديث، والحق أن ذلك يستحسن.
وجوب تجويد القرآن وترتيله:
التجويد واجب على كل من يريد أن يقرأ شيئا من القرآن الكريم، يثاب على فعله، ويأثم على تركه، لأنه هكذا نزل على رسول الله ﷺ مجودا مرتلا، ووصل إلينا كذلك نقلا عن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يومنا هذا لأن فهم معاني القرآن وإقامة حدوده والعمل به عبادة، وكذلك تصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة نقلا عن الصحابة عن رسول الله ﷺ.
الأدلة على وجوب تجويد القرآن الكريم:
قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: ٤]، أي اقرأ القرآن بتثبت وتمهل ليكون ذلك عونا لك على فهم القرآن وتدبر معانيه.
والمراد بالترتيل: تجويد الحروف والكلمات وإتقان النطق بها صحيحة، ومعرفة
1 / 15
٢ الوقوف عليها.
١ - روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: «اقرءوا القرآن بلحون العرب» والحديث قد سبق الإشارة إليه وأما المقصود بالقراءة بلحون العرب، القراءة التي تأتي
حسب سجية الإنسان وطبيعته، في غير تصنع، ولا قصد إلى الأنغام المبتدعة والألحان التي تذهب بروعة القرآن وجلاله.
٢ - كما أن الأمة الإسلامية قد أجمعت، منذ نزول القرآن حتى وقتنا هذا، على وجوب قراءته قراءة مجودة سليمة، وإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطائه حقه ومستحقه، وهذا أمر لازم لا بد منه.
هذه هي المقدمات العامة لعلم التجويد، وهي مقدمات كما أشرنا- يبتدأ بها أي علم-، وهناك مقدمات خاصة بعلم التجويد- وهي التي يبتدأ بها فيه دون غيره من العلوم، والتي لا بد للقارئ أن يعلمها قبل بدء قراءته- سبع هي:
١ - أهمية التلقي في تعلم القرآن وأدائه وأحكامه:
للتلقي في تعلم القرآن وأدائه أهمية كبيرة، فلا يكفي تعلمه من المصاحف دون تلقيه من الحافظين له، وذلك لأن من الكلمات القرآنية ما يختلف نطقه عن رسمه في المصحف نحو: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ، أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ، (بأييكم المفتون) ومنها ما يختلف القراء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظا ورسما تبعا لتفاوتهم في فهم معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافر لهم من حسن الذوق، وحساسية الأذن، ومراعاة ذلك كله عند إلقائها، لدرجة أن بعضهم يخطئ في أدائها بما يكاد يخرجها عن معانيها المراد منها، لتساهله وعدم تحريه النطق السليم بها، والذي لو وفق إليه وعود نفسه لدل على حساسية أذنه، وحسن ذوقه، وفهمه لمعانيها، وذلك نحو: حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ، يَعِظُكُمْ، فَسَقى لَهُما، فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ، وَذَرُوا الْبَيْعَ كما أن أحكام القرآن لا يكفي مجرد العلم بها من الكتب، بل لا بد فيها من السماع والتلقي، والمشافهة والتوقيف اقتداء بالسنة من أنه ﷺ تلقى القرآن بأحكامه عن جبريل مشافهة عن الله تعالى، ونقل إلينا عنه كذلك متواترا إلى الآن، وتحقيقا لصحة الإسناد الذي هو ركن من أركان القرآن الثلاثة التي تتلخص في:
1 / 16
أ- ضرورة موافقته لوجه من وجوه النحو ولو ضعيفا.
ب- ضرورة موافقته للرسم العثماني ولو احتمالا.
ج- صحة الإسناد، وفي ذلك يقول ابن الجزري:
فكلّ ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح اسنادا هو القرآن ... فهذه الثّلاثة الأركان
٢ - مراتب القراءة:
أما مراتب القراءة فأربع، وهي:
أ- التحقيق:
وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، بقصد التعليم، مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام.
ب- الترتيل:
وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، لا يقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام.
ج- التدوير:
وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والسرعة مع مراعاة الأحكام.
د- الحدر:
وهو القراءة بسرعة، مع مراعاة الأحكام. وهي في الفضل والأولوية حسب هذا الترتيب، وأفضلها على العموم مرتبة الترتيل لنزول القرآن بها قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: ٤].
٣ - حكم الاستعاذة وأحوالها وأوجهها:
أما حكم الاستعاذة:
فالاستحباب على الراجح، وقيل: الوجوب، وأما أحوالها فأربع، حالتان يجهر بها فيهما، وهما:
(أ) في مقام التعليم.
(ب) في المحافل.
وحالتان يسر بها فيهما، وهما:
(أ) في الصلاة.
(ب) في القراءة على انفراد.
وأما أوجهها فأربعة، وهي:
أ- قطع الجميع، وهو أفضلها
1 / 17
ب- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث، وهو أفضل من الوجهين الآتيين
ج- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث، وهو أفضل من الأخير
د- وصل الجميع
٤ - أوجه ما بين السورتين:
أما أوجه ما بين السورتين فثلاثة، وهي أوجه الاستعاذة السابقة بالضبط باستثناء وصل الأول بالثاني وقطع الثالث، فإنه لا يجوز بين السورتين، لأنه يوهم أن البسملة ملحقة بآخر السورة مع أنها لأولها.
٥ - أوجه ميم آل عمران:
والمقصود بميم آل عمران هي ميم (الم) في أول آل عمران، وأما أوجه ميم (الم) آل عمران فثلاثة، وهي:
أ- السكون الأصلي، وهو مد الميم ست حركات مع الوقف، عليها.
ب- تحريك الميم بالفتح للتخلص من التقاء الساكنين، وهو مد الميم ستا مع وصلها بما بعدها.
ج- الاعتداد بالعارض، والعارض هو التحريك في الميم، والتحريك يكون بالفتح، وهو مد الميم حركتين فقط مع وصلها بما بعدها.
فإذا روعيت هذه الأوجه مع وصل البقرة بآل عمران كانت تسعة، وهي الثلاثة:
الميم على كل من أوجه ما بين السورتين الثلاثة وإن استعدت مبتدئا بآل عمران كانت الأوجه اثنى عشر وجها، وهي ثلاثة: الميم على كل من أوجه الاستعاذة الأربعة.
٦ - أوجه ما بين الأنفال وبراءة:
أما أوجه ما بين الأنفال وبراءة لا بسملة قبلها فثلاثة، وهي:
(أ) القطع:
وهو الوقف على عليم، وذلك من قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آخر الأنفال، مع التنفس والابتداء ببراءة.
(ب) السكت:
وهو الوقف على عليم بلا تنفس والابتداء ببراءة.
1 / 18
(ج) الوصل:
وهو وصل عليم ببراءة.
وهذه الأوجه في أفضليتها على هذا الترتيب المذكور.
٧ - السكتات الواردة لحفص في القرآن ومقدارها:
أما السكتات الواردة في رواية حفص باتفاق فأربع، وهي السكت على:
(أ) عوجا س قيما: من أول سورة الكهف.
(ب) مرقدنا س هذا: من سورة يس.
(ج) من س راق: من سورة القيامة.
(د) بل س ران: من سورة المطففين.
فهذه الأربع لا يجوز فيها إلا السكت. وأما السكتات المختلف فيها فثنتان.
١ - (عليم، براءة) السابق ذكرها، فإنه يجوز فيها القطع والسكت والوصل على ما تقدم.
٢ - (ماليه، هلك) فإنه يجوز فيها الإظهار والسكت أو الادغام، وأما مقدار السكتة فحركتان.
انظر في هذا المبحث وهو مبادئ علم التجويد العامة والخاصة، ووجوب تجويد القرآن من الأدلة على ذلك.
المراجع الآتية:
١ - «فتح المجيد» شرح كتاب العميد في علم التجويد.
٢ - «أحكام التجويد وفضائل القرآن» وهذا الكتاب صدر عن دار جماعة تلاوة القرآن الكريم برئاسة الأستاذ محمد محمود عبد العليم.
٣ - «مع القرآن الكريم» للدكتور: شعبان محمد إسماعيل.
1 / 19
٤ - حول آيات القرآن الكريم وسوره
أولا: آيات القرآن:
الآيات: جمع آية، وهي من المشترك اللفظي الذي يطلق في اللغة على عدة معاني منها: المعجزة، والعلامة، والعبرة، والأمر العجيب، والدليل، والجماعة.
والآية في الاصطلاح. قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة.
وآيات القرآن تختلف طولا وقصرا، وأكثر الآيات الطوال في السور الطوال، وأكثر الآيات القصار في السور القصار، وأطول آية- في القرآن كله- هي آية الدين، وأقصر آية (طه، يس) عند من عدهما، وقد تكون الآية مكونة من كلمة واحدة كقوله تعالى: مُدْهامَّتانِ بالرحمن، وقد تكون من كلمتين كقوله تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ وقد تكون أكثر من ذلك، وهو غالب آيات القرآن. ولا سبيل إلى معرفة الآيات القرآنية إلا بالنقل عن الصحابة الذين سمعوا القرآن من الرسول ﷺ لأنه ليس للقياس والرأي مجال فيها.
وأما عدد آيات القرآن فقد قال صاحب التبيان ما نصه: «وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادون على أنه ستة آلاف ومائتان آية وكسر، إلا أن هذا الكسر يختلف باختلاف أعدادهم: ففي عدد المدني الأول سبع عشرة، وبه قال نافع. وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة، وعشر عند أبي جعفر. وفي عدد المكي عشرون. وفي عدد الكوفي ست وثلاثون، وهو مروي عن حمزة الزيات. وفي عدد البصري خمس، وهو مروي عن عاصم الجحدري، وفي رواية عنه أربع، وبه قال أيوب بن المتوكل البصري، وفي رواية عند البصريين أنهم قالوا: تسع عشرة، وروي ذلك عن قتادة. وفي عدد الشامي ست وعشرون، وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري».
1 / 20
ولمعرفة الآيات وعددها وفواصلها فوائد، منها: معرفة الوقف، وأنه يعين على صحة الصلاة، لأن الإجماع انعقد على أن الصلاة لا تصح بنصف آية، وقال جمع من العلماء: تجزئ بآية، وآخرون: بثلاث آيات، وآخرون: لا بد من سبع، ولأن الإعجاز لا يقع بأقل من ثلاث آيات قصار أو آية طويلة تعدل بطولها تلك الثلاث القصار.
وقد أجمعت الأمة على أن الآيات في سورها- على ما نراه في المصاحف اليوم- واقع بتوقيف من النبي ﷺ عن الله تعالى، وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه. بل كان جبريل ينزل بالآيات على الرسول ﷺ ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها. ثم يقرؤها النبي ﷺ على أصحابه، ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية، وموضع الآية من هذه السورة.
ثانيا: سور القرآن
السورة في اللغة:
المنزلة ومن القرآن معروفة، لأنها منزلة بعد منزلة مقطوعة عن الأخرى، والشرف: ما طال من البناء وحسن، والعلامة: عرق من عروق الحائط.
والسورة في الاصطلاح
: طائفة مستقلة من القرآن ذات مطلع ومقطع.
وقال الجعبري: قرآن يشتمل على آي ذوات فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات.
ومعرفة سور القرآن كلها توقيفي كمعرفة آياته، وسور القرآن تختلف طولا وقصرا، فأطول سورة في القرآن هي سورة (البقرة) وعدد آياتها ست وثمانون ومائتان آية، وقيل: خمس ومائتان، وأقصر سورة هي سورة (الكوثر) وعدد آياتها ثلاث آيات قصار. وبين سورة البقرة وسورة الكوثر سور كثيرة تختلف طولا وتوسطا وقصرا، ومرجع ذلك إلى الله تعالى وحده لحكم سامية.
وعدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة، أولها سورة الفاتحة وآخرها سورة الناس.
والحكمة من تسوير القرآن الكريم كثيرة منها:
١ - حسن الترتيب والتنويع والتبويب.
1 / 21
٢ - تيسير حفظ القرآن على الناس، وتشويقهم إلى مدارسته وفهمه.
٣ - أن القارئ إذا أتم سورة من القرآن، ثم أخذ في أخرى كان أنشط له.
٤ - أن الحافظ إذا حفظ سورة وحذقها اعتقد أنه أخذ من كتاب الله تعالى طائفة مستقلة بنفسها، فيعظم عنده ما حفظه، ويعظم هو في نفوس الناس.
انظر في هذا المبحث بتوسع وإحاطة كتاب «البيان في علوم القرآن» للدكتور:
السيد إسماعيل علي.
فائدة:
هناك بعض الحقائق عن القرآن الكريم هي:
١ - عدد السور- ١١٤ سورة.
٢ - عدد الأجزاء- ٣٠ جزءا.
٣ - عدد السور المكية- ٨٦ سورة.
٤ - عدد السور المدنية- ٢٨ سورة.
٥ - عدد الأحزاب- ٦٠ حزبا.
٦ - عدد الأرباع- ٢٤٠ ربعا.
٧ - عدد السجدات- ١٥ سجدة.
٨ - عدد السكتات- ٤ سكتات.
٩ - عدد الكلمات- قيل (٧٧٤٣٧) وقيل (٩٧٤٣٩).
١٠ - عدد الحروف- قيل (٣٢٣٦٧١) وقيل (٣٢١١٨٠).
١١ - بسملات القرآن- ١١٤ بسملة.
١٢ - نقط القرآن- (١٥٠٦٨١) نقطة.
١٣ - عدد لفظ الجلالة- (١٣٦٠).
١٤ - الآيات التي ذكر فيها لفظ محمد- ٤ آيات وهي:
1 / 22
١ - ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ [الأحزاب: ٣٨].
٢ - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ [محمد: ٢].
٣ - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح: ٢٩].
٤ - وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران: ١٤٤].
١٥ - عدد الآيات:
- في العدد المدني (٦٢١٧).
- وفي العدد المكي (٦٢٢٠).
- وفي العدد الشامي (٦٢٢٦).
- وفي العدد البصري (٦٢٣٥).
- وفي العدد الكوفي (٦٢٣٦).
1 / 23
الباب الأول شرح متن تحفة الأطفال
١ - مقدمة المتن
(١) يقول راجي رحمة الغفور ... دوما سليمان هو الجمزوري
(٢) الحمد لله مصلّيا على ... محمّد وآله ومن تلا
ــ
(١) قوله: «يقول»: فعل مضارع من قال القول، و«راجي» اسم فاعل من الرجاء وهو الأمل، ورحمة بالجر بإضافة راجي إليه. والمقصود براجي رحمة الغفور:
أي مؤمل إحسان ربه فهو الله كثير المغفرة وهو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب سبحانه، هو يغفر الذنوب ويسترها ويمحوها، ولا يؤاخذ عليها مع التوبة النصوح، فهو الذي يسترها في الدنيا، ولا يؤاخذ عليها- إن شاء- في الآخرة سبحانه. وقوله «دوما»: أي على الدوام أي أن الله هو الغفور على الدوام في الدنيا والآخرة فهو الغفور دائما وأبدا. وقوله: سليمان وهي بدل من راجي أو عطف بيان على راجي.
وقوله: سليمان هو الجمزوري: وهو سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري الشهير بالأفندي، والجمزوري نسبة إلى جمزور، وقيل: هي بلد أبي الناظم، هذا ما ورد في فتح الأقفال وهو كتاب يسمى فتح الأقفال بشرح متن تحفة الأطفال تأليف سليمان الجمزوري وهو شرح على متنه فهو الناظم للمتن والشارح له، وقد صححه ووضع حواشيه الشيخ على محمد الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية سابقا، وقد ورد في هذا الكتاب أن الجمزوري شافعي المذهب، وكان صوفيا وقد أخذ القراءات والتجويد، وكان تلميذا للشيخ مجاهد الأحمدي، وقد نفعنا الله تعالى بعلمه، نسأل الله أن يرزقنا بركة الاتباع، ونعوذ بالله من الابتداع فهو شر مستطير.)
(٢) والحمد هو: الثناء على الله تعالى بما هو أهل له، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة، ومن المعلوم أن الثناء الجميل ثابت لله، وقد حمد الله نفسه، فسبحان من له الحمد والثناء، وقد افتتح الله تعالى سبحانه بالحمد خمس سور في القرآن الكريم وهي: فاتحة الكتاب، وسورة الأنعام، وسورة الكهف، وسورة فاطر، وسورة سبأ.
وقد ورد في حديث رسول الله ﷺ أنه قال: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم» أي مقطوع البركة، في رواية «فهو أقطع» وفي رواية أخرى
1 / 25
(٣) وبعد هذا النظم للمريد ... في النّون والتّنوين والمدود
(٤) سمّيته بتحفة الأطفال ... عن شيخنا الميهيّ ذي الكمال
ــ
«فهو أبتر»، والحديث أخرجه أبو داود وغيره عن أبي هريرة- ﵁، وحسنه ابن الصلاح وغيره.
ومصليا: أي طالبا من الله تباركت أسماؤه أن ينزل رحمته المقرونة بالتعظيم على سيدنا محمد ﷺ فهو المحمود في السماء والأرض أي يحمده أهل السموات وأهل الأرض، وهذا النبي ﷺ صلّى عليه الله والملائكة فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. ومن المعلوم أن الصلاة من الله تعالى رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن بني آدم تضرع ودعاء.
وآله الأولين، وهم الذين آمنوا به ﷺ. فالصلاة على النبي وآله ومن تبعهما أي اتبع النبي ﷺ وآله الشامل للصحابة ﵃. ومن تلا أي كل من تبع النبي وأصحابه.)
(٣) أي وبعد ما تقدم من حمد الله سبحانه والثناء عليه بما هو أهل له سبحانه لا يحصي أحد ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه، ثم من الصلاة على النبي الأعظم والصلاة على النبي من الثناء عليه ﷺ.
وقوله: هذا النظم: أي هذا المنظوم جمعه المؤلف - رحمه الله تعالى - للمريد أي لطالب العلم وهو القارئ المبتدئ، وقد سبق أن أشرنا في المقدمات أن هناك فرقا بين القارئ والمقرئ وكلاهما شريكان في الخير. وقوله: في النون والتنوين والمدود، يقصد بذلك أن هذا النظم في أحكام النون والتنوين وما بهما من أحكام شاملة لهما من أحكام النون والتنوين من إظهار حلقي، وإدغام بغنة وغير غنة، وإقلاب، وإخفاء، ثم أحكام المدود، وهي ليست قاصرة على أحكام النون الساكنة والتنوين والمدود فقط بل هي تشمل أيضا أحكام أخرى مثل أحكام الميم الساكنة، ولام التعريف ولام الفعل، وأحكام الميم والنون المشددتين، وفي المثلين والمتقاربين والمتجانسين.)
(٤) «سميته بتحفة الأطفال»: أي سميت هذا النظم بتحفة الأطفال، والمراد بهم هنا الذين لم يبلغوا درجة الكمال في هذا الفن وإن كانوا بالغين، واتمنى أن
1 / 26