The Comprehensive Compilation of the Names of the Companions in the Collections
الجامع لما في المصنفات الجوامع من أسماء الصحابة
پوهندوی
مصطفى باحو
خپرندوی
المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
الجامع
لما في المصنفات الجوامع
من أسماء الصحابة الأعلام أولي الفضل والأحلام
للحافظ أبي موسى الرعيني
عيسى بن سليمان الأندلسي المالقي الرندي
المتوفى سنة (٦٣٢ هـ -١٢٣٥ م)
الجزء الأول
أب ت ث ج
تحقيق مصطفى باحو
1 / 1
تقديم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد، فهذا كتاب جامع لتراجم الصحابة رضوان الله عليه لأحد حفاظ القرن السابع الأندلسيين، جمعه من كتب من تقدمه من المصنفين في الصحابة. وزاد عليهم أشياء كثيرة فاتتهم، وانتقد عليهم مسائل عديدة، ونبه على أخطائهم، وحرر كثيرا من المسائل في التراجم.
وهو يعد بحق أحسن كتاب في تراجم الصحابة الكرام بعد الإصابة للحافظ ابن حجر.
بل وزاد على الحافظ كذلك تراجم عديدة، وإضافات هامة كثيرة، واستدراكات لكلام من تقدمه. كما سيأتي بيانه قريبا إن شاء الله.
بل أكثر من هذا فقد ترجم الحافظ الرعيني لبعض الصحابة لا توجد تراجمهم في كتاب من الكتب المطبوعة المتداولة الآن إلا فيه.
هذا وقد عاصر الحافظ الرعيني المغربي حافظ مشرقي له مصنف في نفس الموضوع، وهو الحافظ علي بن محمد بن محمد الجزري (ت ٦٣٠)، المعروف بابن الأثير، صاحب أسد الغابة.
وقد اقتصر ابن الأثير في كتابه على أربعة كتب، هي: معرفة الصحابة لابن منده، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم، والاستيعاب لابن عبد البر، والاستدراك على ابن منده لأبي موسى. وزاد عليهم تراجم كثيرة لم يذكروها.
في حين كانت مصادر الحافظ الرعيني أكثر شمولية، فقد جمع في كتابه هذا
1 / 3
الكتب الأربعة التي اعتمد ابن الأثير وزاد عليها (١٢) مصدرا، ومصادره هي:
معرفة الصحابة لابن منده، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم، والاستيعاب لابن عبد البر، والاستدراك على ابن منده لأبي موسى، ومعجم الصحابة للبغوي، والصحابة لابن السكن، والإكمال لابن ماكولا، والاستدراك على الاستيعاب للطليطلي، والاستدراك على ابن عبد البر لابن فتحون، والاستدراك على ابن عبد البر لابن بشكوال، والصحابة للدارقطني، والصحيح للبخاري، والصحيح لمسلم، والسنن لأبي داود، والسنن للترمذي، والسنن للنسائي، والسنن لابن ماجه، والتاريخ الكبير للبخاري، والمعجم الكبير للطبراني.
وكتاب الجامع هذا يكتسي أهمية بالغة لأسباب عدة، منها:
١ - إن الحافظ ابن حجر لم يقف على الكتاب، وليس أَحَدَ مراجعه في كتابه الضخم الإصابة، الذي جمع فيه كتب أغلب من تقدمه.
٢ - توجد في هذا الكتاب تراجم لبعض من ذُكر في الصحابة لا توجد في كتاب من الكتب المطبوعة اليوم إلا فيه. بلغ عددها (١٣٢) ترجمة.
٣ - يحتوي الكتاب على فوائد واستدراكات لتراجم الصحابة لا توجد إلا فيه.
٤ - نقل المصنف من كتب مفقودة، ونقل بعض الأحاديث منها بأسانيدها. وهذا مما يسيل لعاب المحدثين، لكنه قليل مقارنة مع غيره.
وخاصة الأحاديث التي نقلها من معرفة الصحابة لابن منده، ورغم أن الكتاب طبع، لكن لم يطبع إلا بعضه، وباقيه في عداد المفقودات.
ولا ريب أن وجود هذه المميزات في هذا الكتاب تجعله حريا بالتحقيق، وجديرا بالإخراج إلى عالم المطبوعات.
وقد علقت على الكتاب تعليقات مختصرة لابد منها، فليس من منهجي إثقال
1 / 4
الحواشي بالتخريجات والتعقيبات، وحرصت في تحقيقي للكتاب على أمور ثلاثة أعتبرها أركان التحقيق المنضبط، وهي:
١ - ضبط النص ضبطا قريبا لمراد مؤلفه.
٢ - عزو النقول التي نقلها المصنف إلى مظانها.
٣ - تخريج الأحاديث تخريجا مختصرا، إلا ما لم أقف عليه، فتركته على حاله.
وقد أصلحت عددا من الأخطاء والتصحيفات في النسخة، وأكملت كثيرا من السقط والبتر الموجود فيها.
وقد بذلت في تحقيقه جهدا كبيرا وعملا مضنيا، رغم الأشغال العلمية والدعوية والدنيوية الكثيرة المتزاحمة، والحمد لله وحده أولا وآخرا.
هذا، ولما كانت الأسانيد أنساب الكتب، كما في فتح الباري (١/ ٥)، رأيت أن أذكر سندي لهذا الكتاب، فأقول: أروي هذا الكتاب من طرق عدة، منها عن شيخنا محمد المنوني عن عبد الحي الكتاني بسنده عن ابن مرزوق الخطيب عن المحدث أبي عبد الله محمد بن يوسف الطنجالي عن الحافظ الرعيني.
وفي ختام هذه المقدمة أتوجه بالشكر لكل من ساعدني في عملي هذا من طلبتي وإخواني جزاهم الله خيرا. والحمد لله رب العالمين.
1 / 5
الفصل الأول:
التعريف بكتاب الجامع للرعيني
يعتبر كتاب الجامع للحافظ الرعيني مصدرا هاما من المصادر التاريخية الخاصة بجيل الصحابة ﵃. اشتمل على ءالاف التراجم والأخبار للرعيل الأول الذي رباه النبي ﷺ.
ولولا ضياع الورقة الأولى والثانية من المخطوط لأمكننا معرفة منهج المؤلف وأسلوبه في التأليف، لكن من خلال تأمل صفحات الكتاب يمكن الخروج برؤية تقريبية لمنهج المصنف في هذا الكتاب.
وأخصص هذا الفصل للحديث بإيجاز عن أهم الملامح العامة للكتاب، وذلك من خلال العناصر التالية:
اسم الكتاب:
الجامع لما في المصنفات الجوامع من أسماء الصحابة الأعلام أولي الفضل والأحلام.
هكذا ثبت في الورقة الأولى من المخطوط، ولم يرد في مصادر ترجمة المصنف إلا أنه ألف كتابا في الصحابة، كما سيأتي. ولم يسمه واحد منهم.
ويتضح من خلال اسمه أنه كتاب جمع فيه مصنفات من تقدمه من المصنفين في أسماء الصحابة.
وهو اسم مطابق تماما لمضمون الكتاب فقد جمع فيه بين عدة مصنفات تقدمته، وزاد عليهم أشياء كثيرة، كما سيأتي بيانه.
[تعديل في الصفحة]
1 / 6
عدد تراجمه:
بلغ عدد تراجم كتاب الجامع للرعيني: (٧٥٣٩) ترجمة.
ذكر المصنف فيه كل من صحت صحبته صغيرا كان أو كبيرا، أو من ذكر في الصحابة خطأ وغلطا. فليس من شرطه أن يذكر من صحت صحبته فقط، بل يذكر حتى التراجم التي وهم فيها بعض المصنفين في الصحابة وينبه على خطئهم في ذلك. كقوله في ترجمة سلامة أبي عمرو رقم (٢٤٣٠): ولا تصح له صحبة. وقوله في ترجمة شبيل بن عوف بن أبي حية أبي الطفيل الأحمسي البجلي رقم (٢٥٥٤): لا تصح له صحبة.
فمنهجه هنا قريب من منهج الحافظ ابن حجر الآتي ذكره في الفصل الثالث.
وذكر جماعة من الجن تبعا للدارقطني وأبي موسى وابن فتحون وغيرهما ممن ذكروا مؤمني الجن ضمن الصحابة، فمن ذلك: زوبعة الجني رقم (١٩٣٨) وأبيض الجني رقم (١١٥)، وسمحج الجني رقم (٢٦٦٩)، وعمرو بن طلق الجني رقم (٤٠٣١)، ومالك بن مالك الجني رقم (٤٨٣٥)، ووردان الجني رقم (٥٦٠٧)، وغيرهم.
والغالب أن تراجم المصنف متوسطة الحجم، فهو تارة يطيل التراجم كترجمة أميمة بنت رقيقة رقم (٦٦٠٨)، وتارة يختصرها اختصارا شديدا إلى نحو أقل من سطر، وتارة بين ذلك، وهو الغالب عليه.
عناصر الترجمة:
تحتوي تراجم الرعيني على العناصر التالية:
١ - يذكر اسم المترجم واسم أبيه ومن فوقه، والكنية، والنسب غالبا، وقد يذكر الخلاف في ذلك. كقوله في ترجمة عبد الله ابن أخي عمرو بن حريث رقم (٣١٨٢): وقيل: عبد الملك بدل عبد الله، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: عبد الملك
1 / 7
ابن سعيد بن حريث. ويقال: عبد الملك بن عمرو بن حويرث، ويقال: عمرو بن عبد الملك بن الحريث.
وقوله في ترجمة عبد الله بن مغفل المزني رقم (٣١٠٦): يكنى أبا سعيد. وقيل: أبو عبد الرحمن. وقيل: أبو زياد.
وقد يضبط بعض الأسماء المشتبهة بالحروف، كقوله (٢٨٥٨): عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حُبيب (بضم الحاء المهملة وبائين موحدتين بينهما ياء مثناة ساكنة). وقوله (٢٩٢٤): عبد الله بن عامر بن كُرَيز (بضم الكاف وفتح الراء). وقوله (١٩٤٥): عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد (بضم السين وفتح العين) ابن سَعِيد (بفتح السين وكسر العين) ... وقوله (٣١٥١): عبد الله بن الهُبيب بن أهيب بن سُحيم بن غِيَرة (بكسر الغين المعجمة وفتح الياء المثناة من تحت) ابن سعد بن ليث السعدي.
٢ - يذكر أحيانا تاريخ ولادته. كقوله في ترجمة يزيد بن أمية أبو سنان الدؤلي رقم (٥٦٥٣): ولد عام أحد في حين الوقعة.
وقوله في ترجمة عبد الله بن عباس رقم (٢٩٢٨): ولد قبل الهجرة بثلاث سنين.
٣ - يذكر من روى عن المترجم، وقد يكتفي ببعضهم إن كانوا جماعة. وقد يذكر بعض شيوخه إن كان روى عن غير النبي ﷺ. كقوله في ترجمة: يزيد بن عامر ابن الأسود بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة السوائي رقم (٥٧٩٣): روى عنه السائب بن يسار أبو سعيد الطائفي ونوح بن صعصعة وسعيد بن يسار.
وقوله في ترجمة: الحارث بن الحارث الأشعري رقم (٩٣٨): روى عنه عبد الرحمن بن غنم وأبو سلام ممطور الأسود الحبشي.
1 / 8
٤ - يذكر أحيانا بعض أخبار المترجم كالمناصب التي تولاها والغزوات التي حضرها ونحو ذلك، وقد يذكر زوجته وأبناءه وأباه وأمه. كقوله في ترجمة عبد الله بن مسعود رقم (٣٠٨٦): كان يُعرف بصاحب الوساد والسواد، شهد بدرا والحديبية وهاجر الهجرتين وصلى القبلتين.
وقوله في ترجمة عقبة بن كديم بن عدي بن حارثة رقم (٣٧٥٣): شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وله بالعراق صِيت وذِكْر. قاله العدوي، وقال أبو جعفر الطحاوي: إنه شهد فتح مصر واختط بها، وولده فيها، وداره في زقاق أبي حسنة.
٥ - قد يعتني بذكر تاريخ إسلامه إن عرف، كقوله في ترجمة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رقم (٣٢١٣): أسلم في هدنة الحديبية. وقوله في ترجمة سهل بن عمرو ابن عبد شمس القرشي رقم (٢٤١١): أسلم في الفتح.
٦ - قد يذكر حديثا أو أكثر من حديثه، وقد يكتفي بالإشارة إليه.
كقوله في ترجمة الحارث بن عمرو السهمي رقم (١٠١٣): له حديث طويل فيه ذكر المواقيت والأضحية والعتيرة.
وقوله في ترجمة حبيب بن سند رقم (١١٣٢): وله حديث معروف به.
٧ - يذكر وفاته بالحروف، أو بذكر بعض المشاهد المشهورة، كقوله في ترجمة سالم بن عمير بن ثابت رقم (١٩٥٣): توفي في خلافة معاوية. وقوله في ترجمة عقبة بن عامر بن نابي بن زيد رقم (٣٧٤٥): واستشهد يوم اليمامة.
منهجه في الترتيب:
رتب الرعيني التراجم على الحروف الهجائية، وأفرد الأفراد في فصل خاص، والمراد بالأفراد الصحابة الذين لهم اسم لم يتسم به غيرهم.
1 / 9
وبدأ بالمحمدين ثم أردفهم بالعشرة المبشرين بالجنة، ثم بدأ بحرف الألف ثم الباء، وهكذا.
ويعتني بترتيب أسماء الآباء كذلك فأبي بن عجلان قبل أبي بن عمارة، وتميم ابن الحارث قبل تميم بن حجر، والحارث بن عيسى قبل الحارث بن غزية. وهكذا.
وباب أغر قبل باب أفلح، وباب بحير قبل باب بدر، ومن اسمه: حَزْم قبل من اسمه: حسان. وهكذا.
قال المصنف في أوائل باب الكنى: مع مراعاة الحرف الأول والثاني والثالث غالبا كما قدم في الأسماء. انتهى.
إذن فهو يرتب الحرف الأول والثاني والثالث غالبا من الأسماء والكنى. وقوله: "غالبا" يعني أن هذا الترتيب ليس مطردا دائما، وهو كما قال، فقد يقدم أحيانا ما حقه التأخير والعكس.
والمصنف يجري في كتابه هذا على طريقة حفاظ عصره وغيرهم من إيراد الأحاديث بأسانيده هو.
الرموز التي استخدمها المصنف:
استخدم الحافظ الرعيني رموزا للدلالة على أن المترجم ذكره جماعة من المصنفين في الصحابة.
وهذه الرموز هي:
(خ): أي: البخاري في الصحيح.
(م): أي: مسلم في الصحيح.
(د): أي: أبو داود في السنن.
(ت): أي: الترمذي في السنن.
1 / 10
(س): أي: النسائي في السنن.
(ق): أي: ابن ماجه في السنن.
(خ): أي: البخاري في التاريخ.
(ط): أي: المعجم الكبير للطبراني.
(ند (^١»: أي: معرفة الصحابة لابن منده.
(نع): أي: معرفة الصحابة لأبي نعيم.
(بغ): أي: معجم الصحابة للبغوي.
(بر): أي: الاستيعاب لابن عبد البر.
(كن (^٢»: أي: الصحابة لابن السكن.
(كو): أي: الإكمال لابن ماكولا.
(طل): أي: الاستدراك على الاستيعاب للطليطلي.
(فت): أي: الاستدراك على ابن عبد البر لابن فتحون.
(مو): أي: الاستدراك على ابن منده لأبي موسى، وقد سماه المصنف في ترجمة ثمامة بن عدي القرشي: المستفاد بالنظر والكتابة من زيادة معرفة الصحابة.
ولم أره مسمى هكذا إلا عند الرعيني.
(بش): أي الاستدراك على ابن عبد البر لابن بشكوال.
(قط (^٣»: أي: الصحابة للدارقطني.
¬
_________
(^١) ينقل المصنف من نسخة جيدة من ابن مندة، فقد قال في ترجمة أبي سلام السلمي رقم (٦٢٤١): قلت: وهم أبو موسى ﵀ في هذه الترجمة على أبي عبد الله بن منده حيث قال: إنه أورده بأبي سلامة. وطلبته في نسختين عتيقتين عورضتا أو إحداهما بأصل ابن منده فلم أجده ذكره إلا بأبي سلالة فحسب.
(^٢) لا يرمز كثيرا لابن السكن، فكأنه لم تقع له نسخة كاملة.
(^٣) هذا الرمز قليل جدا فقد ذكره مثلا في ترجمة جِبارة بن زرارة البلوي وبسر بن جِحَاش القرشي والحتات بن عمرو الأنصاري.
1 / 11
(ز): هذا الرمز لزيادات المصنف على الكتب التي تقدمت.
والغالب أن يرمز المصنف للصحابي فوق اسم المترجم ولأصحاب الكتب الستة تحت الاسم. وقد يذكر الجميع فوق الاسم. أو يجعل البعض فوق الاسم والباقي تحته.
وقد جعلت الرموز في آخر ترجمة اسم الصحابي لتعذر كتابتها فوق التراجم.
ومن منهج المصنف أن يذكر رمزا فأكثر ثم يورد كلاما بعده. ومراده أن هذا الكلام كلام من رمز له.
كقوله في ترجمة حبيب بن فديك أبو فديك رقم (١١٤٠): (كن): حبيب السلاماني يقال: إنه حبيب بن عمرو ...
ثم قال الرعيني: (ند نع): ويقال: فديك بن عمرو السلاماني من بني سلامان بن عامر، يعد في المدنيين. (بر): وقد ذكرناه في باب الفاء للاختلاف فيه. انتهى.
ومراده أن ما بعد (كن) كلام ابن السكن. وما بعد (ند نع) كلام ابن منده وأبي نعيم. وما بعد (بر) كلام ابن عبد البر.
وقد يكتب الرمز فوق بداية كلام المنقول عنه. كقوله في ترجمة حجاج بن عامر الثمالي رقم (١١٥٦): عداده في الحمصيين. ويقال: الحجاج بن عبد الله الثمالي.
وكتب فوق "عداده": ند نع.
أي أن هذا كلام ابن منده وأبي نعيم.
وكتب فوق "ويقال": بر.
1 / 12
يعني أن هذا كلام ابن عبد البر.
والرموز التي ذكرها المصنف في وسط الكلام ذكرتها كما في الأصل. وأما الرموز التي ذكر فوق السطر فأشارت إليها في هامش الموضع الذي ذكرها فيه.
ويلاحظ أن المصنف ليس له منهج مطرد في النقل، فتارة ينقل باللفظ، وتارة يختصر الكلام، وتارة ينقله بالمعنى. وهذا واضح لمن تأمل كتابه. وسأذكر بعض ذلك أثناء التعليق على الكتاب.
ليس من شرط المصنف أن كل من ذكره في الصحابة يرمز له، وإنما يعني بالرموز من وقف هو على كتبهم، ولذلك تجده يذكر أن عددا من المصنفين في الصحابة ذكروهم ولا يرمز لهم كابن قانع وعبدان وابن شاهين والباوردي ومطين، وهؤلاء جميعا لهم كتب في الصحابة، ومع هذا لا يرمز لهم.
كقوله في ترجمة أنس بن زُنيم (٢٥٠): أورده عبدان وابن شاهين في الصحابة. ورمز له بـ (مو) أي: أبو موسى المديني.
إذن فأبو موسى هو الذي ذكر أن عبدان وابن شاهين ذكروه في الصحابة. والمصنف إنما وقف على كتاب أبي موسى.
وقوله في ترجمة أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن ثمامة الطائي (٢٩٣): ذكره ابن قانع في معجم الصحابة.
ورمز له بـ (طل فت).
والظاهر أنه لم يقف على ابن قانع، وإلا لرمز له، وغالبا ما ينقل عنه بواسطة ابن فتحون أو الطليطلي.
وفي ترجمة شرحبيل أبي عمرو (٢٥٠٦). رمز له بـ (طل).
وقال: ذكره ابن قانع.
وفي ترجمة ملقام بن أنساب (٥٣٤١). رمز له بـ (فت).
وقال: ترجم به ابن قانع في الميم.
1 / 13
فائدة الرموز:
من أول من استخدم رموزا للتراجم الحافظ ابن عساكر في كتاب الأطراف، وهو من موارد الرعيني في هذا الكتاب، وعنه أخذ رموز الكتب الستة: الصحيحين والسنن.
ومن أهم فوائد الرموز أنه يمكن معرفة من ترجم للصحابي ممن فقدت كتبهم ككتاب ابن فتحون وأبي موسى المديني وكتاب ابن السكن. وكذا من في طبعته نقص كمعرفة الصحابة لابن منده ومعجم الصحابة للبغوي.
ومن فوائدها كذلك معرفة من عد الصحابي المترجم صحابيا، ولنذكر مثالا على ذلك: سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ. رمز له المصنف (٢٤٢٣) بـ (ط ند نع بر).
بينما لم يذكر ابن حجر في الإصابة (٣/ ١٧٥) إلا أن ابن إسحاق ذكره.
فيلاحظ جليا الفرق بين ترجمة الحافظ ابن حجر الذي لا يذكر هذه الرموز وبين ترجمة الرعيني، ففي كتاب الرعيني لست في حاجة إلى مراجعة كتب أخرى كي تعرف من ترجم له، بل يكفي النظر في الرموز التي ذكرها.
ورمز المصنف لمسعود بن يزيد بن سبيع (٤٩٨٠) بـ: (بغ بر).
وفي الإصابة (٦/ ٨١) اكتفى ابن حجر بقوله: ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة.
ورمز المصنف لمبشر بن عبد المنذر الأنصاري (٤٨٦٤) بـ: (بر بغ ند نع طل). فيفهم من هذه الرموز أنه ترجمه في الصحابة: ابن عبد البر والبغوي وابن منده وأبو نعيم والطيلطلي.
بينما لا يفهم كل هذا مما أورده ابن حجر في الإصابة (٥/ ٥٦٦) في ترجمته.
ورمز المصنف لنافع بن عتبة بن أبي وقاص (٥٣٩١) بـ: (خ ط بغ بر ند نع).
أي ترجم له في الصحابة: البخاري والطبراني والبغوي وابن عبد البر وابن
1 / 14
منده وأبو نعيم.
وفي الإصابة (٦/ ٣٢٢) اكتفى ابن حجر بقوله: كان من مسلمة الفتح روى جابر بن سمرة وهو ابن عمته عنه: كنا مع النبي ﵌. وحديثه في صحيح مسلم.
وفي الإصابة (٤/ ٤٥١): علسة بن عدي البلوي، بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر. ذكره ابن يونس.
فلا يفهم من خرج له من المصنفين، بينما رمز له المصنف بـ: ند نع.
فات المصنف الرمز لكثير ممن هو على شرطه، فمن ذلك:
بتأمل بسيط في تراجم حرف الألف مقارنة مع الاستيعاب لابن عبد البر نجد أنه فاته الرمز له في مواطن عديدة، منها التراجم التالية:
أبان المحاربي. الجامع (٨٢). الاستيعاب (٤/ ٦٤).
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. الجامع (٩٣). الاستيعاب (١/ ٦١).
أبيض بن حمال السبائي المأربي. الجامع (١٠٨). الاستيعاب (١/ ١٣٨).
أحمر أبو عسيب مولى النبي ﷺ. الجامع (١١٩). الاستيعاب (١/ ٧١).
أدرع الأسلمي. الجامع (١٢٩). الاستيعاب (١/ ٧٣).
الأدرع الضمري. الجامع (١٣٠). الاستيعاب (١/ ٧٣).
أرقم بن أبي الأرقم. الجامع (١٣٤). الاستيعاب (١/ ١٣١).
أسامة بن أخدري الشقري التميمي. الجامع (١٤٦). الاستيعاب (١/ ٧٨).
أسامة بن عمير بن عامر بن الأقيشر الهذلي. الجامع (١٥٠). الاستيعاب (١/ ٧٨).
أسد بن كرز بن عامر القسري البجلي. الجامع (١٥٧). الاستيعاب (١/ ٧٩).
1 / 15
أسعد بن زرارة بن عدس أبو أمامة الأنصاري. الجامع (١٦١). الاستيعاب (١/ ٨٠).
أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري أبو أمامة. الجامع (١٦٢). الاستيعاب (١/ ٨٢).
أسلم بن بجرة الأنصاري الخزرجي. الجامع (١٧٠). الاستيعاب (١/ ٨٦).
أصرم الشقري. الجامع (٢١٢). الاستيعاب (١/ ١٤١).
أفلح مولى رسول الله ﷺ. الجامع (٢١٧). الاستيعاب (١/ ١٠٣).
الأقرع بن حابس التميمي المجاشعي. الجامع (٢١٩). الاستيعاب (١/ ١٠٣).
الأقرع بن شُفي العكي. الجامع (٢٢٠). الاستيعاب (١/ ١٠٣).
أنس بن قتادة الأنصاري. الجامع (٢٥٦). الاستيعاب (١/ ١٠٨).
أنيس بن قتادة بن ربيعة الأنصاري. الجامع (٢٧٤). الاستيعاب (١/ ١١٣).
أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام. الجامع (٢٨٦). الاستيعاب (١/ ١١٧).
أهبان بن الأكوع. الجامع (٣٣٨). الاستيعاب (١/ ١١٦).
فكل هذه التراجم فاته الرمز لها بـ"بر".
وفاته الرمز لابن فتحون في مواطن كثيرة منها:
تميم بن ربيعة بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة. رمز له (٦٠٧) بـ (طل مو).
وفاته الرمز لابن فتحون فقد ذكر ابن حجر في الإصابة (١/ ٤٩٠) أنه ذكره ابن فتحون.
وتميم بن سعد التميمي. رمز له (٦٠٩) بـ (مو).
1 / 16
فاته الرمز لابن فتحون فقد ذكر ابن حجر في الإصابة (١/ ٤٩٠) أنه ذكره ابن فتحون.
ونفس الشيء في ترجمة جبلة بن جنادة بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن الناقد بن مرة بن تيم بن سعد بن كعب بن عمرو. رمز له (٧٦٣) بـ (مو).
انظرالإصابة (١/ ٥٦٥).
وترجمة جبلة بن أبي كرب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين (٧٦٨).
انظرالإصابة (١/ ٥٦٧).
وترجمة أبرهة (٣٧٠).
انظر الإصابة (١/ ١٧٥).
وترجمة الحارث بن أشد بن عبد العزى (٩١٥).
انظر الإصابة (١/ ٦٥٧).
وترجمة الحارث بن سليم بن ثعلبة (٩٧٢).
انظر الإصابة (١/ ٦٧٠).
وترجمة الحارث بن عبد الله بن كعب (٩٩٩).
انظر الإصابة (١/ ٦٧٥).
وترجمة الحارث بن هانئ بن أبي شمر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين (١٠٥٥).
انظر الإصابة (١/ ٦٩٦).
وترجمة ربيع بن ربيعة بن عوف (١٦٨٤).
انظر الإصابة (٢/ ٣٧٩).
وترجمة رزين بن مالك بن سلمة بن ربيعة (١٧٣٢).
1 / 17
انظر الإصابة (٢/ ٤٠٢).
وترجمة طريف بن أبان بن سلمة (٢٧٨٨).
انظر الإصابة (٣/ ٤٢٠).
في أشياء كثيرة يطول تتبعها.
زوائد الرعيني على من تقدمه:
تقدم أن الرعيني زاد على المصنفين في تراجم الصحابة عدة تراجم، ورمز لهم بـ (ز).
وقد التقط المصنف زوائده من كتب محدودة، وهي:
١ - كتاب المحبر لمحمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي، البغدادي (^١).
وقد صرح المصنف بالمحبر في ترجمة صفية بنت بشامة العنبرية، رقم (٦٩٤٣).
وأغلب الزوائد منه، وخاصة المبايعات من النساء.
٢ - كتاب لابن هشام. وليس السيرة، ومن التراجم التي نقلها منه:
أميمة بنت أبي حثمة بن ساعدة بن عامر، رقم (٦٦٠٤)، قال: ذكرها ابن هشام فيمن هاجر إلى المدينة من نساء بني غنم بن دودان، لم يذكروها.
وأميمة بنت عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة، رقم (٦٦٠٩)، وأميمة بنت النعمان بن الحارث بن عبد رزاح، رقم (٦٦١٤)، وأُمَيْنَة بنت سعد بن وهب بن أشيم، رقم (٦٦٣٥).
٣ - الأفراد لمسلم بن الحجاج، نقل منه ترجمة قفيرة، ويقال: مليكة الهلالية،
¬
_________
(^١) المتوفى سنة (٢٤٥)، المترجم في تاريخ بغداد (٢/ ٢٧٧) والأعلام (٦/ ٧٨) ومعجم المؤلفين (٩/ ١٧٤) وغيره.
1 / 18
رقم (٧١١٦).
٤ - المراسيل لأبي داود.
نقل منها ترجمة أم حكيم بنت حزام، رقم (٧٣٠٦).
٥ - الطبقات لابن سعد.
نقل منها ترجمة أم عامر بنت سليم بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة، رقم (٧٤١٨).
٦ - ونقل تراجم مذكورة في أثناء تراجم معينة من كتب اعتمدها في نقل الراجم كالاستيعاب، وذيل ابن فتحون، وذيل أبي موسى.
وإنما جعلها من الزوائد لأنهم لم يفردوها بترجمة مستقلة، منها:
ترجمة جندب بن زهير، رقم (٨٤١).
قال: ذكره أبو موسى في ترجمة عمير بن الحارث، ولم يذكره ههنا، ويلزمه ذكره.
وترجمة يزيد بن زيد بن حصين، رقم (٥٨٤٦).
قال: ذكره (فت) في ترجمة ابنه عبد الله بن يزيد.
وترجمة ظبية ابنة وهب، رقم (٦٩٧٠).
قال: وذكرها أبو عمر في باب ابنها.
في حين لم يبين المصنف في بعض التراجم المصادر التي نقل منها، انظر ترجمة جهم بن كلدة، رقم (٨٥٥)، وأم خلاد، رقم (٧٣٣٠)، وأم زيد، رقم (٧٣٤٩).
الحس النقدي عند الرعيني في كتابه الجامع:
لم يكن الحافظ الرعيني ﵀ مجرد ناقل لأقوال من تقدمه، بل هو ناقد ومحرر، صوب ما حقه التصويب، وانتقد ما يستحق النقد، وخطأ أقوال العلماء المصنفين في الصحابة، وبين أوهامهم، واستدرك عليهم أشياء كثيرة جدا، وقد
1 / 19
تعددت انتقاداته على من تقدمه وتنوعت، وأكتفي في هذه الدراسة المختصرة بذكر نماذح من كلامه يظهر فيها الحس النقدي عنده، ويتجلى مدى تمكنه من علم الرجال والتراجم.
فمن ذلك انتقاده الحافظ أبي نعيم جمعه بين ترجمتين: قال في ترجمة حارثة بن مالك الأنصاري (١٠٧٩):
(نع (^١»: ذكره بعض الواهمين ونسب وهمه إلى محمد بن إسحاق، وهو وهم، وصوابه حُبيب بن عبد حارثة بن مالك، ففصل (بين) (^٢) عبد وحارثة، فَقَدر أن حارثة اسم، والذي قاله محمد بن إسحاق بخلاف ما حكاه عنه، وذكر طرقين بإسناده، أحدهما: عن إبراهيم بن سعد، والثاني عن زياد بن عبد الله، كلاهما عن ابن إسحاق.
قال في تسمية من استشهد من الأنصار من بني حبيب بن عبد: حارثة بن مالك بن جشم: رافع بن المعلى رجل، فالمقتول: رافع بن المعلى، وهو من بني حبيب ابن عبد حارثة.
قال: وقد سبقه إلى هذا الوهم ابن لهيعة فيما حدثناه سليمان بن أحمد نا محمد بن عمرو بن خالد حدثني أبي نا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية أصحاب العقبة من الأنصار ثم من بني بياضة: حارثة بن مالك بن عضب بن جشم.
خلط أبو نعيم ﵀ في كلامه هذا، حيث وهم في ترجمة حارثة بن مالك الذي من بني حبيب، وصيره والذي قبله ترجمة واحدة، وهو ظاهر كلامه، ولا حجة
¬
_________
(^١) معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢/ ٦٢).
(^٢) كذا في معرفة الصحابة لأبي نعيم وأسد الغابة. وفي الأصل: هو.
1 / 20
له فيما ذكر، فإن صح ما ذكره في ترجمة الذي من بني حبيب فرافع المستشهد، والله أعلم.
وأما الذي قبله فقد اجتمع على تجريحه ثلاث أئمة: أبو عمر بن عبد البر وأبو القاسم الطبراني وأبو عبد الله بن منده، والله أعلم.
وانتقد ﵀ على الحافظين أبي نعيم وأبي موسى أشياء كثيرة في ترجمة سهل ابن بيضاء (٢٣٨٤).
فقال: وقال أبو نعيم (^١): سهل بن عمرو الأنصاري النجاري أخو سهيل صاحب المربد الذي ابتناه رسول الله ﷺ مسجده، كان في حجر أسعد بن زرارة، توفي في عهد النبي ﷺ، وهم فيه بعض المتأخرين وقال: هو أخو سهيل بن بيضاء وأخو سهيل اسمه صفوان.
قلت: سبحان الله ما أعجب ما أتى به الحافظ أبو نعيم ﵀ في هذه الترجمة على جلالة قدره وتقدمه على كثير من أئمة عصره، وكيف نسب الوهم فيها للحافظ أبي عبد الله بن منده، وهو الواهم في ذلك في مواضع منها: أنه نسب الوهم لغيره، وهو الواهم.
ومنها أنه أنكر أن يكون سهل أخا سهيل.
ومنها أنه قال: وأخو سهيل اسمه صفوان ظنا منه أن ليس لهما أخ ثالث.
ومنها أن حديث عائشة الذي قدمت ذكره هو راويه ومخرجه في المستخرج على صحيح مسلم. رواه عن أبي محمد بن حيان عن ابن أبي عاصم عن ابن كاسب عن ابن أبي فديك بسنده المتقدم ذكره، ورواه أيضا عن أبي عمرو ابن حمدان عن الحسن بن سفيان عن دحيم عن ابن أبي فديك به.
¬
_________
(^١) في المعرفة (٢/ ٤٤٥) بتصرف.
1 / 21