35

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

خپرندوی

دار التدمرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

ژانرونه

والله - تعالى - يقول: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " [الأعراف: ١٨٠] يعني: سموه بها وادعوه متوسلين بأسمائه مثل: يا الله، يا رحمن، يا رحيم، فكل لفظ جاء إطلاقه على الله فإنك تدعو به، لكن لكل مقام ما يناسبه فإن نداءه - تعالى - بأسمائه يتضمن التوسل مثل: يا حي يا قيوم، وهذان الاسمان جامعان، وتقول: يا غفور اغفر لي، يا رحمن يا رحيم ارحمني، فهذا فيه نوع توسل، أو تقول: يا الله إنك أنت الرزاق ارزقني كذا وكذا، ومثل: أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، ومثل: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم أخذًا من قوله: " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " [فصلت: ٣٦]. وأسماء الله منها مالا يطلق على غيره البتة (١)، مثل: الله؛ فهو أعرف المعارف، وأخص أسماء الرب - تعالى - به، وقريب منه: الرحمن؛ ولهذا جاء في الحديث: " أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن " (٢) فهذان الاسمان هما أخص أسمائه - تعالى - به. ومثل: رب العالمين؛ فلا يطلق هذا الاسم على أحد، ويقال: إنه من أخص أسمائه سبحانه خلافًا للذين قالوا: إن أخص أوصاف الإله: القِدَم. وهكذا الأسماء الأخرى منها مالا يكاد يطلق على غيره، مثل: القدوس، والقيوم.

(١) بدائع الفوائد (١/ ٢٨٩). (٢) أخرجه أبو داود (٤٩٤٩)، والترمذي (٢٨٣٣)، وابن ماجه (٣٧٢٨) من حديث ابن عمر ﵄، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. والحديث في مسلم (٢١٣٢) بلفظ: " إنَّ أحبَّ أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن ".

1 / 40