The Collapse of Secularism in Arab Journalism
تهافت العلمانية في الصحافة العربية
خپرندوی
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م.
د خپرونکي ځای
المنصورة - مصر.
ژانرونه
مَفَاهِيمُ عِلْمَانِيَّةٍ خَاطِئَةٍ:
تحت عنوان " بين العلمانية والشريعة " وعنوان " الإشكال الذي يقع فيه عدد كثير من المفكرين المسلمين ".
كتب الدكتور عبد الله العمر يرد على مقال نشر لي بعنوان " الإسلام والعلمانية العربية ". وقد جاء بصدر هذا الرد أنه يلفت نظري إلى الأخطاء، وأنه يصحح لي ولكثير من المفكرين المسلمين الإشكال الذي نقع فيه .. وأنه يحلل العبارات والأقوال التي تضمنها مقالي، ليبين نصيبها من الخطأ والصواب لأنني تناولت فكره ولم أذكر اسمه.
لقد جاء في الرد: «أَنَّهُ كَمْ مِنْ أَبْنَاءِ المُسْلِمِينَ أَنْفُسُهُمْ يُوَافِقُونَ عَلَى رَدِّ الأَمْرِ إِلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ». ثم وجه إِلَيَّ السُّؤَالَ «هَلْ أَعْتَقِدُ أَنَّ كِتَاب اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهَ وَحْدَهُمَا هُمَا الأَسَاسُ المُطْلَقُ الذِي يُمْكِنُ أَنْ تَجْتَمِعَ عَلَيْهِ كَلِمَةُ المُسْلِمِينَ؟ .. إِذْ لَوْ كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ لَمَا كَانَ الأَوَّلُونَ فِي حَاجَةٍ إِلَى الاِجْتِهَادِ أَسَاسًا، وَلاَ إِلَى اِعْتِمَادِ القِيَاسِ، وَلَمَا كَانَ هُنَاكَ اِخْتِلاَفٌ بَيْنَ المَذَاهِبِ الفِقْهِيَّةِ ...».
هذه العبارات التي نقلناها بالحرف من مقالة هي التي تجعلنا نُذَكِّرُ النَّاقِدَ، ومن قرأ مقالته بالآتي:
أَوَّلًا: الدُّكْتُورُ لَيْسَ صَاحِبَ فِكْرٍ:
أن الدكتور العُمُرْ ليس صاحب فكر، فهو مقلد لفكر أوروبي له أسبابه وظروفه التاريخية، التي لا تتصل بواقع الأمة العربية من قريب أو من بعيد، وقد سبقه في هذا أساتذة له ولغيره، ثم تابوا عن هذا الخلط والخطأ - مثل الدكتور زكي نجيب محمود، والدكتور خالد محمد خالد، والدكتور مصطفى محمود، والأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي .. ولهذا لم يرد اسمه في مقالي، بل أوضحت هذا في صدر المقال بقولي: «بَعِيدًا عَنْ الجَدَلِ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الفُرَقَاءِ وَبَعِيدًا عَنْ المُنْعَطَفَاتِ الإِقْلِيمِيَّةِ وَالمَحَلِّيَّةِ، وَدِفَاعًا عَنْ الشَّرِيعَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ حَتَّى لاَ نَهْلَكَ نَحْنُ وَمُجْتَمَعَاتُنَا بِجُحُودِ شَرْعِ اللهِ».
والقضية التي يثيرها ويكتب فيها منذ أسابيع قد ماتت وعفى عليها الزمان، فالعلمانية نشأت في أوروبا كرد فعل للحكم الديني في أوروبا، الذي كان يظن أنه يملك صكوك الغفران والحرمان، ولا يوجد هذا ولا غيره في الإسلام، بل إن الأوروبيين أنفسهم
1 / 56