237

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

خپرندوی

المطبعة المصرية ومكتبتها

شمېره چاپونه

السادسة

د چاپ کال

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

ژانرونه

﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ﴾ تنتظرون لنا ﴿إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ النصر، أو الشهادة: وكلاهما حسن. بل الشهادة التي تتوقعونها لنا: أحسن وألذ من النصر ﴿وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ﴾ ننتظر لكم ﴿أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ﴾ بقارعة من السماء؛ كقارعة عاد وثمود ﴿أَوْ بِأَيْدِينَا﴾ بأن نقتلكم
﴿قُلْ أَنفِقُواْ﴾ في طاعة الله تعالى ﴿طَوْعًا﴾ بإرادتكم ﴿أَوْ كَرْهًا﴾ رغم أنوفكم ﴿لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ﴾ ما تنفقونه ﴿إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ كافرين
﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ﴾ بنفاقهم، ورغبتهم في إيصال السوء إليك ﴿وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى﴾ لأنهم لا يبتغون من أدائها ثوابًا، ولا يخشون من تركها عقابًا وإنما يقومون بها اتقاء للمؤمنين، ومراءاة لهم
﴿فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ﴾ وكثرتها ﴿وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ﴾ ولا تظنن أن ذلك إنعام منا عليهم، أو رضاء عن أعمالهم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ بما يلقونه في سبيل تحصيل الأموال والحرص عليها، والكدر عند إنفاقها، وبما يلقونه من عنت الأولاد، ومرضهم وفقدهم؛ في حين أن المؤمن لا يحرص على الجمع، ولا يألم للإنفاق؛ ويكتب له بكل أذى يلقاه حسنة ﴿وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ﴾ تخرج أرواحهم؛ والزهوق: الخروج بصعوبة
﴿وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ﴾ جبناء؛ يخافون القتل إذا هم أظهروا ما يبطنون
﴿لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئًا﴾ يلجأون إليه خوفًا من القتال ﴿أَوْ مَغَارَاتٍ﴾ سراديب في الجبال ﴿أَوْ مُدَّخَلًا﴾ نفقًا ﴿وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ يسرعون كالفرس الجموح الذي لا يرد
﴿وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ﴾ يعيبك ﴿فِي الصَّدَقَاتِ﴾ أي في توزيعها. والمراد بالصدقات الزكاة المفروضة؛ وقد كانت تجمع، وتوزع بمعرفة الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه ﴿فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ أي إن رضاهم وسخطهم للدنيا؛ لا للدين، ولأنفسهم لا للمسلمين.

1 / 231