The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
خپرندوی
المطبعة المصرية ومكتبتها
د ایډیشن شمېره
السادسة
د چاپ کال
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
ژانرونه
﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ﴾ الدواب: كل ما يدب على وجه الأرض؛ وأكثر ما يطلق على العجماوات، وقد نزل الله تعالى بالإنسان الكافر إلى مصاف الحيوان؛ بل هو - في الحقيقة - شر من الحيوان
﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ﴾ فإن تصادفنهم ﴿فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ﴾ فاقتلهم شر قتلة، واضربهم الضربة القاضية؛ التي تجعل من وراءهم يفرون مشردين، ويتفرقون خائفين جزعين
﴿وَإِمَّا﴾ وإن ﴿تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ﴾ بينك وبينهم عهد ﴿خِيَانَةً﴾ للعهد، ونقضًا للمواثيق التي بينكما ﴿فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ﴾ أي اطرح إليهم عهدهم، وعرفهم أنك قد قابلت نقضهم للعهد، بنقضك له أيضًا ﴿عَلَى سَوَآءٍ﴾ لتكونوا مستوين في معرفة نقض العهد؛ وليكون ذلك بمثابة إعلان الحرب عليهم؛ فلا يؤخذون على غرة، ويكون ذلك منافيًا لما عرف عن الإسلام والمسلمين من الفضائل والشمائل، وتوافر المروءة؛ حتى في عداوتهم ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ﴾ ولو مع أعدائهم ـ؛ فقد نال المسلمون بأخلاقهم - من أعدائهم - أكثر مما نالوه بسيوفهم؛ فتعالى المربي الأعظم
﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ أنهم ﴿سَبَقُواْ﴾ أي فاتوا الله تعالى، ونجوا من عقابه ﴿إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ﴾ أي لا يفوتونه؛ بل سيدركهم عقابه في الدنيا، وعذابه ومقته في الآخرة
﴿وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ﴾ من عجب أن يعد لنا العدو السيف والسنان، ونعد له أطراف اللسان؛ وهيهات هيهات أن يكسب اللسان حقًا أكسبه السنان؛ وها هي ذي تعاليم الرحمن، ومن هو أعلم بالإنسان من الإنسان؛ تقول: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ﴾ فليتنبه الغافل، وليتدبر العاقل ﴿وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ﴾ ربطها وحبسها للجهاد في سبيل الله تعالى. والرباط من الخيل: الخمس فما فوقها، وتجمع على «ربط» وبها قرأ الحسن وعمرو بن دينار وغيرهما ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ﴾
تخوفون برباط الخيل ﴿عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ وهم اليهود وكفار مكة﴾ أي وأعداء آخرين غير هؤلاء الأعداء؛ وهم المنافقون. وقيل: هم فارس والروم. وقيل: هم الجن؛ لقوله تعالى: ﴿لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ وهو ينطبق على المنافقين أيضًا؛ لأنهم غير معلومين؛ وقد ورد عن الرسول الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه: «إن الجن لا تقرب دارًا فيها فرس، وأنها تهرب من صهيل الخيل»
﴿وَإِن جَنَحُواْ﴾ مالوا ﴿لِلسَّلْمِ﴾ للمسالمة وعدم الحرب ﴿فَاجْنَحْ لَهَا﴾ فمل إليها؛ أي إلى السلم كما مالوا إليه ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ وحده ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ لقولك ﴿الْعَلِيمُ﴾ بحالك (انظر آية ٨١ من سورة النساء)
﴿وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ﴾ يمكروا ويغدروا بك.
⦗٢١٩⦘ ﴿فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ﴾ كافيك
1 / 218