220

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

خپرندوی

المطبعة المصرية ومكتبتها

د ایډیشن شمېره

السادسة

د چاپ کال

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

ژانرونه

﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ يكيدوا لك ﴿لِيُثْبِتُوكَ﴾ ليحبسوك
﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا﴾ قالوا هذه القالة؛ وحينما تحداهم بقوله: ﴿قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ﴾ ركنوا إلى الفرار وولوا الأدبار
﴿وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ لقد وصف الله تعالى هؤلاء البهم بأدق ما يوصف به أمثالهم: حيث قال: ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ وكيف لا يكون كالأنعام - بل أسوأ حالًا من الأنعام - من يقول هذا القول؟ وكان الأليق بمن يتصف بالآدمية والإنسانية؛ أن يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه، ووفقنا إلى اتباعه
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ﴾ وقد جرت عادته تعالى ألا يعذب أمة إلا بعد إخراج نبيها والمؤمنين منها ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ قيل: كان المشركون يقولون عند طوافهم بالبيت: غفرانك غفرانك. وقيل: أريد بالمستغفرين: المؤمنين المستضعفين؛ وهو كقوله تعالى: ﴿لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ وقد ذهب المفسرون إلى أنه كان فيهم أمانان: نبي الله تعالى والاستغفار؛ فذهب النبي بموته، وبقي الاستغفار. وقد فاتهم أن الذي ذهب من الأمانين هو الاستغفار؛ لا الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه؛ إذ لم يبق الآن مستغفر؛ وإذا استغفر إنسان: فاستغفاره في حاجة إلى استغفار أما الرسول فهو بين ظهرانينا - بل بين جوانحنا - إلى يوم نلقى الله؛ ممتعين باستغفاره لذنوبنا، وشفاعته لنا إن شاء الله قال: «تعرض علي أعمالكم؛ فإن وجدت خيرًا حمدت الله، وإن وجدت شرًا استغفرت لكم»
﴿وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ﴾ هو تأييد لما تقدم: أي لولا وجودك فيهم، ووجود المستغفرين بينهم: لعذبهم الله تعالى؛ لأنهم مستحقون للعذاب فعلًا؛ بسبب أنهم ﴿يَصُدُّونَ﴾ يمنعون المؤمنين ﴿عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ يمنعونهم عن دخوله، والطواف به ﴿وَمَا كَانُواْ﴾ أي وما كان هؤلاء المشركون الصادون ﴿أَوْلِيَآءَهُ﴾ أي لا ولاية لهم على المسجد الحرام حتى يمنعوا الناس من الطواف به ﴿إِنَّ﴾ ما ﴿أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ﴾ الذين يخشون ربهم، ويخافون سوء الحساب
﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ﴾ أي دعاؤهم ﴿عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً﴾ صفيرًا ﴿وَتَصْدِيَةً﴾ تصفيقًا؛ وقد كانت قريش يطوفون بالبيت عراة؛ يصفقون ويصفرون؛ كما يفعل اليوم بعض من يدعون الولاية والجذب في كثير من مجالسهم ⦗٢١٥⦘ المختصة بذكر الله تعالى وعبادته

1 / 214