The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
خپرندوی
المطبعة المصرية ومكتبتها
د ایډیشن شمېره
السادسة
د چاپ کال
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
ژانرونه
﴿وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ أي قريبة منه، راكبة لشاطئه «ميناء» قيل: هي أيلة؛ بين مدين والطور، وقيل: هي ساحل مدين ﴿إِذْ يَعْدُونَ﴾ يعتدون ويتجاوزون حدود الله تعالى ﴿فِي السَّبْتِ﴾ في يوم السبت - وهو يومهم المعظم في ديانتهم - وقد أمروا بعدم العمل فيه ﴿إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا﴾ ظاهرة على وجه الماء؛ فتنة لهم وابتلاء؛ وإن الله تعالى ليبتلي المؤمن ليزداد أجرًا بصبره، ويبتلي الكافر ليزداد عذابًا بكفره ﴿كَذلِكَ﴾ أي إتيان الحيتان وظهورها على وجه الماء في يوم السبت؛ الذي حرم فيه الصيد، وعدم إتيانها في الأيام الأخرى التي أبيح فيها؛ كذلك ﴿نَبْلُوهُم﴾ نشدد عليهم البلاء والاختبار والامتحان ﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ بسبب فسقهم، وتركهم لأمر ربهم
﴿وَإِذَا قَالَتْ أُمَّةٌ﴾ طائفة ﴿مِنْهُمْ﴾ من بني إسرائيل؛ لطائفة أخرى كانت تعظ الذين اعتدوا في السبت، وتقول لهم: احذروا مخالفة ربكم، والزموا أوامره. فقالت الطائفة الضالة لهذه الطائفة الآمرة بالمعروف ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ﴾ في الدنيا بأعمالهم ﴿أَوْ مُعَذِّبُهُمْ﴾ يوم القيامة ﴿عَذَابًا﴾ إنما ننهاهم ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ﴾ أي نعظهم ليكون ذلك عذرًا لنا عند ربنا؛ إذ قمنا بما يجب علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ﴿وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ بسبب وعظنا لهم
﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ﴾ أهملوه وتركوه واستمرأوا الكفر والمخالفة ﴿أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُوءِ﴾ وهي الطائفة التي كانت تعظهم وتنهاهم ﴿وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ﴾ شديد البؤس ﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ أي بخروجهم من طاعة الله تعالى إلى معصيته
﴿فَلَماَّ عَتَوْاْ﴾ تكبروا ﴿عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً﴾ أي كالقردة في المهانة أو «قردة» على الحقيقة ﴿خَاسِئِينَ﴾ صاغرين مطرودين
﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ﴾ أي أقسم وأعلم ﴿لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ﴾ أي على اليهود ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ﴾ يقال: سامه خسفًا: إذا أولاه ذلًا ﴿سُوءُ الْعَذَابِ﴾ بالقتل، والأسر، وأخذ الجزية. فبعث الله تعالى عليهم سليمان، وبعده بختنصر؛ فأعمل فيهم القتل والسبي، وضرب الجزية على من بقي منهم؛ فكانوا يؤدونها إلى المجوس؛ حتى بعث الله تعالى نبينا محمدًا فضربها عليهم؛ ثم بعث الله تعالى عليهم بعد ذلك أمة الألمان، فأرتهم من الذل والعذاب ألوانًا لم يرها مخلوق من قبل؛ حتى أنهم ليجمعونهم بالآلاف ويطلقون عليهم الغاز الخانق، ويضعونهم في النيران أليس ذلك مما تأذن به المنتقم الجبار في سالف الأزمان؟
وسيظل اليهود طول العمر، وأبد الدهر؛ تحت نير الذل والعذاب ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾
﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ﴾
⦗٢٠٤⦘ فرقناهم ﴿فِي الأَرْضِ أُمَمًا﴾ فرقًا ﴿مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ﴾ المؤمنون الذين آمنوا بمحمد وبما أنزل إليه ﴿وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ﴾ أي الكافرون ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ﴾ أي امتحناهم بالنعم والنقم، والخصب والجدب، والغنى والفقر، والصحة والمرض ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ إلى ربهم، ويتوبون من ذنوبهم، ويؤمنون بعد كفرهم. لكنهم لم يفعلوا
1 / 203