183

النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

خپرندوی

دار سحنون للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

د خپرونکي ځای

دار السلام للطباعة والنشر

ژانرونه

باب ﴿إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن ورَاءِ الحُجُرَاتِ﴾ الآية وقع فيه قول الراوي [٦: ١٧١، ١٢]: (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَى خَلاَفيِ أَوْ إِلا خِلافِي). شكٌّ من الراوي. فإن كان بحرف (إلى) فـ (ما) اسم استفهام مستعمل في اللوم والتوبيخ، أي ما الذي أردت تبلغ إلى خلافي، أي ما الذي أوصلك إلى خلافي؟ ففي الكلام تضمين «أردت» معنى فعل يتعدى بـ (إلى). وإن كان بحرف (إلا) الاستثنائية فـ (ما) نافية، أي ما كان لك مراد من الإشارة بتأمير الأقرع بن حابس إلا مجرد مخالفتي. فعلى الوجه الأول يكون أبو بكر مخبرًا بأنه لم يظهر له ما حمل عمر على الإشارة بتأمير الأقرع. وعلى الوجه الثاني يكون قد جزم بأن عمر لا وجه له في تأمير الأقرع وأنه ممن لا يشبه في كونه دون القعقاع بن معبد. * * * سورة النجم وقع قوله [٦: ١٧٥، ١٧]: (سَامِدُونَ البَرطَمَةُ). رواه الجمهور –بميم بعد الطاء– ووقع لأبي ذر عن الكشميهني –بنون بعد الطاء – ونسبها في «المشارق» للأصيلي والقابسي وعبدوس. وهي رواية ضعيفة إذ لم يذكر أحد من علماء العربية البرطنة بالنون، ولا ذكرها ابن الأثير في النهاية. ولا عزاها عياض في المشارق للغة، ولكنه قال: فسره الحمَوي بضرب من اللَّهو؛ ولعلها من قبيل إبدال الميم نونًا، إلا أن هذا القلب لا يعهد له نظير ولا هو قياسي فلا يقبل إلا عن سماع من العرب. وعلى قبوله فيتعين أن يكون مرادفًا للبرطمة بالميم. * * *

1 / 187