128

The Clear and Most Evident Speech on Calling to Allah and Enjoining Good and Forbidding Evil

القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

خپرندوی

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

ژانرونه

وقد دل الحديث الصحيح على هذه الحالات الثلاث للرعية مع السلطان، وهو حديث أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية ﵂ أن النبي ﷺ قال: «أَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ» (١) أخرجه مسلم في صحيحه فقوله ﷺ «فمن كره» أي بقلبه، ولم يستطع إنكارًا بيد ولا لسان، فقد برئ من الإثم وأدى وظيفته - وقوله: «ومن أنكر فقد سلم» أي: من أنكر بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية. وقوله: «ولكن من رضي وتابع» أي: من رضي بالمعصية وتابع عليها فهو عاص كفاعلها. (٢) ولا يجوز الإنكار على السلطان بالخروج عليه ومقاتلته كما سيأتي.
تنبيه:

(١) مسلم: الإمارة (١٨٥٤)، والترمذي: الفتن (٢٢٦٥)، وأبو داود: السنة (٤٧٦٠)، وأحمد (٦ / ٢٩٥،٦ / ٣٠٢،٦ / ٣٠٥،٦ / ٣٢١) .
(٢) انظر أضواء البيان جـ٢ ص ١٧٧ - ١٧٨.

1 / 128