288

The Chapters and Titles of Sahih al-Bukhari

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

ایډیټر

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

خپرندوی

دار البشائر الإسلامية للطباعة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

وحاصل قول العلامة السندي (^١): أنه ﵊ لم يَخْشَ، بل قال ذلك القول لانعطاف رأفة خديجة ﵂ عليه ﷺ لتكون مُعينة له من أول الأمر، مخافة أن تنكر ذلك، ورجَّحه شيخ الإسلام المدني ﵀.
(فقالت خديجة: كلا والله. . .) إلخ، أفاد شيخ الهند ﵀ في "تراجمه": أن الحديث ظاهر في بداية الوحي عند الشرَّاح، وهو الظاهر، والأوجه عندي - أي: عند شيخ الهند - أن مقصود الرواية بيان هذه الأوصاف الجليلة التي تدل على أنه ﷺ كان بخلقته جامعًا للمَلَكات الفاضلة، والأخلاق الحميدة، والأفعال الحسنة التي هي مبدأ الوحي ومنشأ النبوة.
قلت: والأوجه عندي أن هذه الصفات التي ذكرتها خديجة ﵍ في النبي ﷺ هي التي ذكرها ابن الدغنة في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عند مهاجرته إلى الحبشة، وهي أصرح دليل على حصول النسبة الاتحادية لأبي بكر مع النبي ﷺ، فكان قلبه على قلبه ﷺ سواء، وهي كانت موجبة لاتصال خلافته بالنبي ﷺ، كما ذكر شيء من ذلك في هامش "اللامع" (^٢) في كتاب الشروط في عمرة الحديبية عند قول أبي بكر: "فاستَمْسِكْ بغَرْزِه"، والبسط منه في "جزء عمرات النبي" ﷺ (^٣) تحت هذا القول.
(وتكسب المعدوم) الكسب قد يتعدى إلى مفعول كقوله: كسبت المال، وقد يتعدى إلى مفعولين كما في: كسبت غيري المال، وهذا من قبيل الثاني، وروي من الإفعال فلا إشكال، وفي هامش "الهندية" عن الكرماني والعيني (^٤): قوله: "تكسب" بفتح التاء، وهو المشهور الصحيح في الرواية، والمعروف في اللغة، ورُوي بضمها.

(^١) انظر: "حاشية السندي على صحيح البخاري" (١/ ٧).
(^٢) "لامع الدراري" (٧/ ١٤٥).
(^٣) (ص ٣٢٩).
(^٤) انظر: "شرح الكرماني" (١/ ٣٦)، و"عمدة القاري" (١/ ٩٠).

2 / 298