The Call of the Righteous in the Jurisprudence of Fasting and the Virtue of Ramadan
نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان
ژانرونه
والصمد هو الذي لا يحتاج إلى الطعام والشراب.
قال الحافظ: "والاستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب ﷻ، فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته أضافه إليه.
وقال القرطبي: إن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام فإنه مناسب لصفة من صفات الحق، كأنه يقول: إن الصائم يتقرب إلي بأمر هو متعلق بصفة من صفاتي" (١) .
وكذلك المعنى بالنسبة إلى الملائكة لأن ذلك من صفاتهم.
الفضيلة السادسة
جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام
في رواية للبخاري: "عن ربكم قال: لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا أجزي به" (٢) ومعناها أن لكل عمل من المعاصي كفارة من الطاعات.
ورواه أحمد عن أبي هريرة رفعه "كل العمل كفارة إلا الصوم، الصوم لي وأنا أجزي به" ورواه أبو داود الطيالسي: "قال ربكم ﵎: كل العمل كفارة إلا الصوم" قال ابن رجب: "الاستثناء يعود إلى التكفير بالأعمال، ومن أحسن ما قيل في ذلك ما قاله سفيان بن عيينة قال: هذا من أجود الأحاديث وأحكمها: "إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة" خرَّجه البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره وعلى هذا فيكون المعنى: أن الصيام لله ﷿ فلا سبيل لأحد إلى أخذ أجره من الصيام لله ﷿ بل أجره مدخر لصاحبه عند الله ﷿، وحينئذ فقد يقال: إن سائر الأعمال قد يكفر بها ذنوب صاحبها فلا يبقى لها أجر فإنه روى "أنه يوازن يوم القيامة بين الحسنات والسيئات ويقص بعضها من بعض، فإن بقي من الحسنات حسنة دخل بها صاحبها إلى الجنة" قال سعيد بن جبير وغيره، وفيه حديث مرفوع خرّجه
_________
(١) "فتح الباري" (٤/١٣٠) .
(٢) أخرجها البخاري في التوحيد عن آدم عن شعبة.
1 / 33