¬ساكنها والتقاء عمارها، فعاد نهارها تبعا لليلها في الهدوء والاستيحاش -فأبكى عيني، وأوجع قلبي، وقرع صفاة كبدي، وزاد في بلاء لبي، فقلت شعرا منه:
لئن كان أظمانا فقد طالما سقى ... وإن ساءنا فيها فقد طالما سرا" (^١)
٢ - كان ابن حزم أَمَوِيَّ الهوى: يرى أن بني أمية أحق بالخلافة في الأندلس من غيرهم، وأن الأندلس لن تقوم لها قائمة إلا إذا حكمها خليفة منهم، ولذلك آثر المقام عند "خيران العامري" بألمرية، لأنه كان يظهر ميلا لبني أمية في أوليته (^٢).
ثم نكب في ألمرية، فانتقل الى حصن القصر -قرية صغيرة في مقاطعة إشبيلية- ثم لما نمي إليه ظهور أمير المؤمنين المرتضى عبد الرحمن ابن محمد وإعلانه الحكم ببلنسية، سَارَ إليه ووزر لديه (^٣). ولما انتهى أمر المرتضى، وبُويع لعبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار تَوَلَّى ابنُ حزم عنده الوزارة (^٤)، ولم تدم وزارته تلك أكثر من سبعة وأربعين يوما.