The Book of Manners

ابن مقفع d. 139 AH
67

The Book of Manners

الأدب الصغير ت خلف

خپرندوی

دار ابن القيم بالإسكندرية

ژانرونه

وَجَدْنَا الْبَلاَيَا فِي الدُّنْيَا إِنَّمَا يَسُوقُهَا إِلَى أَهْلِهَا الْحِرْصُ وَالشَّرَهُ (١)، فَلاَ يَزَالُ صَاحِبُ الدُّنْيَا يَتَقَلَّبُ فِي بَلِيَّةٍ وَتَعَبٍ؛ لِأَنَّهُ لاَ يَزَالُ بِخَلَّةِ الْحِرْصِ وَالشَّرَهِ. وَسَمِعْتُ الْعُلَمَاءَ قَالُوا: لاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلاَ حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَلاَ غِنًى كَالرِّضَى (٢). وَأَحَقُّ مَا صُبِرَ عَلَيْهِ مَا لاَ سَبِيلَ إِلَى تَغْيِيرِهِ. وَأَفْضَلُ الْبِرِّ الرَّحْمَةُ، وَرَأْسُ الْمَوَدَّةِ الاسْتِرْسَالُ، وَرَأْسُ الْعَقْلِ الْمَعْرِفَةُ بِمَا يَكُونُ وَمَا لاَ يَكُونُ، وَطِيبُ النَّفْسِ حُسْنُ الانْصِرَافِ عَمَّا لاَ سَبِيلَ إِلَيْهِ. وَلَيْسَ فِي (٣) الدُّنْيَا سُرُورٌ يَعْدِلُ صُحْبَةَ الْإِخْوَانِ، وَلاَ فِيهَا غَمٌّ يَعْدِلُ غَمَّ فَقْدِهِمْ. لاَ يَتِمُّ حُسْنُ الْكَلاَمِ إِلاَّ بِحُسْنِ الْعَمَلِ، كَالْمَرِيضِ الَّذِي قَدْ عَلِمَ دَوَاءَ

(١) راجع الحاشية رقم (٧٦). (٢) روى الإمام ابن ماجة القزويني ﵀ في "سننه" [كتاب الزهد - باب الورع والتقوى - حديث رقم (٤٢١٨)] عن أبي ذر ﵁ قال: قال رسول الله (ﷺ): «لاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلاَ حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ». وإسناده ضعيف. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" [(ص٥٤٨) ط/ دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان]: «إسناده ضعيف؛ لضعف الماضي بن محمد الغافقي المصري». وانظر الحاشية رقم (٣). وكذا "سلسة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة" للعلامة محمد ناصر الدين الألباني، رقم (١٩١٠). (٣) في "ك": [وَلَيْسَ مِنَ].

1 / 72