The Book of Manners

ابن مقفع d. 139 AH
63

The Book of Manners

الأدب الصغير ت خلف

خپرندوی

دار ابن القيم بالإسكندرية

ژانرونه

الْإِخْوَانِ، وَلاَ الْمَلِكُ الْمُعْجَبُ بِثَبَاتِ الْمُلْكِ. صَرْعَةُ اللِّينِ أَشَدُّ اسْتِئْصَالًا مِنْ صَرْعَةِ الْمُكَابَرَةِ. أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ لاَ يُسْتَقَلُّ مِنْهَا قَلِيلٌ: النَّارُ، وَالْمَرَضُ، وَالْعَدُوُّ، وَالدَّيْنُ. أَحَقُّ النَّاسِ بِالتَّوْقِيرِ الْمَلِكُ الْحَلِيمُ، الْعَالِمُ بِالْأُمُورِ وَفُرَصِ الْأَعْمَالِ وَمَوَاضِعِ الشِّدَّةِ وَاللِّينِ وَالْغَضَبِ وَالرِّضَا وَالْمُعَاجَلَةِ وَالْأَنَاةِ، النَّاظِرُ فِي أَمْرِ يَوْمِهِ وَغَدِهِ وَعَوَاقِبِ أَعْمَالِهِ. السَّبَبُ الَّذِي يُدْرِكُ بِهِ الْعَاجِزُ حَاجَتَهُ هُوَ الَّذِي يَحُولُ بَيْنَ الْحَازِمِ وَبَيْنَ طَلِبَتِهِ (١). إِنَّ أَهْلَ الْعَقْلِ وَالْكَرَمِ يَبْتَغُونَ إِلَى كُلِّ مَعْرُوفٍ وُصْلَةً وَسَبِيلًا. وَالْمَوَدَّةْ بَيْنَ الْأَخْيَارِ سَرِيعٌ اتِّصَالُهَا بَطِيءٌ انْقِطَاعُهَا، وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ كُوبِ الذَّهَبِ الَّذِي هُوَ بَطِيءُ الانْكِسَارِ هَيِّنُ الْإِصْلاَحِ.

(١) أي: حاجته، والطَّلِبَة - بكسر اللام: الشيء المطلوب. يقال: طَلَبَ إِلَيَّ فَأَطْلَبْتُهُ: أي: أسعفته بما طلب.

1 / 68