56

The Book of Manners

الأدب الصغير ت خلف

خپرندوی

دار ابن القيم بالإسكندرية

ژانرونه

حَازَ الْخَيْرَ رَجُلاَنِ: سَعِيدٌ، وَمَرْجُوٌّ. فَالسَّعِيدُ: الْفَالِجُ (١)، وَالْمَرْجُوُّ: مَنْ لَمْ يَخْصِمْ (٢). وَالْفَالِجُ الصَّالِحُ مَا دَامَ فِي قَيْدِ الْحَيَاةِ وَتَعَرُّضِ الْفِتَنِ فِي مُخَاصَمَةِ الْخُصَمَاءِ مِنَ الْأَهْوَاءِ وَالْأَعْدَاءِ. السَّعِيدُ يُرَغِّبُهُ اللهُ فِي الآخِرَةِ حَتَّى يَقُولَ: لاَ شيْءَ غَيْرُهَا، فَإِذَا هَضَمَ دُنْيَاهُ وَزَهِدَ فِيهَا لآخِرَتِهِ، لَمْ يَحْرِمْهُ اللهُ بِذَلِكَ نَصِيبَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يُنْقِصْهُ مِنْ سُرُورِهِ فِيهَا. وَالشَّقِيُّ يُرَغِّبُهُ الشَّيْطَانُ فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَقُولَ: لاَ شيْءَ غَيْرُهَا، فَيَجْعَلُ اللهُ لَهُ التَّنْغِيصَ (٣) فِي الدُّنْيَا الَّتِي آثَرَ مَعَ الْخِزْيِ الَّذِي يَلْقَى بَعْدَهَا. الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ: جَوَادٌ، وَبَخِيلٌ، وَمُسْرِفٌ، وَمُقْتَصِدٌ. فَالْجَوَادُ الَّذِي يُوَجِّهُ نَصِيبَ آخِرَتِهِ وَنَصِيبَ دُنْيَاهُ جَمِيعًا فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ. وَالْبَخِيلُ الَّذِي لاَ يُعْطِي (٤) وَاحِدَةً مِنْهُمَا نَصِيبَهَا. وَالْمُسْرِفُ الَّذِي يَجْمَعُهُمَا لِدُنْيَاهُ.

(١) الفالج: الفائز الظافر. وراجع الحاشية رقم (١٠٢). (٢) أي: الذي لا يخاصم ويتمادى في الخصومة وَيَلِجُّ. (٣) في "ك": [النَّغِيصَ]. (٤) في "ك": [وَالْبَخِيلُ الَّذِي يُخْطِئُ وَاحِدَةً ...].

1 / 61